الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي يبدو من صورة السؤال أن المعاملة المذكورة غير جائزة، لأنها قائمة على مسألة أسلفني وأسلفك، فالعميل يضع في حسابه مبلغاً من المال في البنك أي يقرض البنك على أن يقوم البنك بعد ذلك بإقراضه مبلغاً أكبر وهذا غير جائز.
يقول الحطاب المالكي: ولا خلاف -عند المالكية- في المنع من أن يسلف الإنسان شخصاً ليسلفه بعد ذلك. اهـ. وهكذا مذهب الحنابلة والأحناف في تحريم أسلفني وأسلفك.
كما أنه يصدق على هذه المعاملة قاعدة "كل قرض جر نفعاً فهو ربا" فالبنك يشترط على العميل أن يودع مبلغاً حتى يقرضه وهذا نفع مشترط، وكذلك العميل يشترط الدخول في السحب وهذا نفع مشترط أيضاً.
وعليه، فلا يجوز لك الدخول في هذه المعاملة، وننبه إلى أن قاعدة "كل قرض جر نفعاً فهو ربا" ليست من قول أبي حنيفة رحمه الله، بل هي قاعدة متفق عليها عند العلماء جميعاً، وقد رويت حديثاً عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح رفعه، والصحيح أنه موقوف على بعض الصحابة رضي الله عنهم.
والله أعلم.