الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ ص: 315 ] عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر

6175 - حدثنا جعفر بن محمد بن الفضل ، نا محمد بن عثمان الدمشقي ، حدثني الهيثم بن حميد ، حدثني حفص بن غيلان ، عن عطاء بن أبي رباح قال : كنا مع ابن عمر بمنى ، فجاءه فتى من أهل البصرة يسأله عن شيء فقال : سأخبرك عن ذلك ، كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود ومعاذ وحذيفة وأبو سعيد الخدري ورجل آخر سماه وأنا ، فجاءه فتى من الأنصار فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جلس فقال : يا رسول الله ، أي المؤمنين أفضل ؟ قال : أحسنهم خلقا ، قال : فأي المؤمنين أكيس ؟ قال : أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسن له استعدادا قبل أن ينزل بهم . أو قال : به ، أولئك الأكياس .

ثم سكت الفتى وأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : لم تظهر الفاحشة في قوم قط إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم ، ولا نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما قد كان في أيديهم ، وإذا لم يحكم أئمتهم بكتاب الله جعل الله بأسهم بينهم . قال : ثم [ ص: 316 ] أمر عبد الرحمن بن عوف أن يتجهز لسرية أمره عليها فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فنقضها فعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع ، ثم قال : هكذا يا ابن عوف فاعتم ، فإنه أعرف وأحسن ، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالا أن يرفع إليه اللواء فحمد الله ، ثم قال : اغزوا جميعا في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله ، لا تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا ، فهذا عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته فيكم .


التالي السابق


الخدمات العلمية