الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
7189 - حدثنا هلال بن يحيى ، حدثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أن ثلاثة نفر فيمن سلف من الناس ، انطلقوا يوما يرتادون لأهلهم ، فأخذتهم السماء ، فدخلوا غارا ، فسقط عليهم حجر متجاف ، ما يرون منه خصاصة ، فقال بعضهم لبعض : قد وقع الحجر ، وعفا الأثر ، ولا يعلم مكانكم إلا الله ، فادعوا الله بأوثق أعمالكم .

فقال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان ، وأني كنت أحلب لهما في إنائهما ، فآتيهما ، فإذا وجدتهما راقدين ، قمت على رؤوسهما حتى يستيقظا ، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك ، فافرج عنا ، قال : فزال ثلث الحجر .

فقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أنه أعجبتني امرأة ، وأني جعلت لها جعلا ، فلما قدرت عليها ، سلمت لها جعلها ، وفرت بنفسها ، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك ، ففرج عنا ، قال : فزال ثلثا الحجر .

وقال الآخر : اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا على عمل يعمله ، فأتاني [ ص: 437 ] يطلب أجره ذلك ، وأنا غضبان ، فرددته ، فانطلق وترك أجره ، فعمدت إلى أجره ذلك ، فجمعته وثمرته ، حتى كان منه كل المال ، اللهم إن كنت تعلم أنما فعلت ذلك رجاء رحمتك ، ومخافة عذابك ، فافرج عنا - أو فرج عنا - قال : فزال الحجر ، وخرجوا يتماشون
.

وهذه الأحاديث الثلاثة لا نعلم أحدا حدث بها إلا أبو عوانة ، عن قتادة عن أنس .

التالي السابق


الخدمات العلمية