الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
عثمان بن عمير

7527 - حدثنا محمد بن المثنى ، نا عمر بن يونس اليمامي ، نا جهضم بن عبد الله ، نا أبو طيبة ، عن عثمان بن عمير ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم وفي يده مرآة بيضاء فيها نكتة سوداء ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يفرضها عليك ربك لتكون لك عيدا - أو - لقومك من بعدك ، تكون أنت الأول ، وتكون اليهود والنصارى من بعدك . قال : ما لنا فيها ؟ قال : لكم فيها خير ، لكم فيها ساعة من دعا ربه فيها بخير هو له قسم إلا أعطاه إياه ، أو ليس له بقسم إلا دخر له ما هو أعظم منه ، أو تعوذ فيها من شر هو عليه مكتوب إلا أعاذه من أعظم منه ، قال : قلت : ما هذه النكتة السوداء فيها ؟ قال : هي الساعة تقوم يوم الجمعة ، وهو سيد الأيام [ ص: 69 ] عندنا ، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ، قال : قلت : لم تدعونه يوم المزيد ؟ قال : إن ربك عز وجل اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل تبارك وتعالى من عليين على كرسيه ، ثم حف الكرسي بمنابر من نور ، وجاء النبيون حتى يجلسون عليها ، ثم حف المنابر بكراسي من ذهب ، ثم جاء الصديقون والشهداء حتى يجلسون عليها ، ثم يجيء أهل الجنة حتى يجلسون على الكثيب فيتجلى لهم ربهم تبارك وتعالى حتى ينظرون إلى وجهه وهو يقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، هذا محل كرامتي ، فسلوني - فيسألونه الرضا ، فيقول عز وجل : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني - فيسألونه حتى تنتهي رغبتهم فيفتح لهم عند ذلك ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، إلى مقدار منصرف الناس من يوم الجمعة ، ثم يصعد تبارك وتعالى على كرسيه ، فيصعد معه الشهداء والصديقون - أحسبه قال - ويرجع أهل الغرف إلى غرفهم درة بيضاء لا قصم فيها ، ولا فصم ، أو ياقوتة حمراء ، أو زبرجدة خضراء منها غرفها وأبوابها مطردة فيها أنهارها متدلية فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليسوا إلى شيء أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزادوا فيه كرامة وليزدادوا نظرا إلى وجهه تبارك وتعالى ، ولذلك دعي يوم المزيد .

[ ص: 70 ] وهذا الحديث قد رواه جماعة منهم إبراهيم بن طهمان ، ومحمد بن فضيل وغيرهما ، عن ليث ، عن عثمان بن عمير ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية