الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
8219 - حدثنا رزق الله بن موسى أبو الفضل قال : نا شبابة بن سوار قال : نا ابن أبي ذئب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تحضر الملائكة - يعني الميت - ; فإذا كان الرجل الصالح قال : اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان . فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال : من هذا ؟ فيقولون : فلان . فيقولون : مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب ، ادخلي حميدة . فلا يزال يقال لها ذلك حتى يغشى به إلى الله تبارك وتعالى . وإذا كان الرجل السوء قال : اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج . قال : فتخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال فلان ; فيقولون لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ، ارجعي ذميمة فإنه لا تفتح لك أبواب السماء ، ثم يصير إلى القبر ، فيجلس الرجل الصالح في قبره غير فزع ولا مشعوف أو مسعوف ; فيقال له : فيم كنت ؟ قال : فيقول في الإسلام ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : هو رسول الله ، جاءنا بالبينات من عند ربنا فآمنا به وصدقناه . فيقال له : هل رأيت الله ؟ فيقول : ما ينبغي لأحد أن يرى الله ، فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا . فيقال : انظر إلى ما وقاك الله . ثم يفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها . فيقال له : هذا ما أعد الله لك ، ويقال له : على اليقين [ ص: 30 ] كنت وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله . ويجلس الرجل السوء في قبره فزعا مشعوفا ، أو مسعوفا فيقال له : فيما كنت ؟ فيقول : لا أدري فيقول : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا ; فيفرج له فرجة قبل الجنة فينظر إلى زهرتها وما فيها ; فيقال انظر إلى ما صرف الله عنك . ثم يفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا ; فيقال : هذا مقعدك ومثواك ، على الشك كنت وعليه مت ثم يعذب .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية