الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
[ ص: 290 ] خلاس ، عن أبي هريرة

9498 - حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي ، نا المعتمر بن سليمان قال : سمعت عوفا قال : سمعت خلاسا يقول : قال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ذهب ثلاثة نفر زادة لأهلهم ، قال : فأخذتهم مطر ، فلجؤوا إلى غار ، قال : فوقع عليهم - أحسبه قال : - من فم الغار حجر فسد عليهم فم الغار ، ووقع متجاف عنهم ، قال : فقال النفر بعضهم لبعض : عفا الأثر ، ووقع الحجر ، ولا يعلم بمكانكم إلا الله تعالى ، فتعالوا فليدع كل رجل منكم بأوثق عمل عمله قط لله عز وجل ، عسى أن يخرجكم من مكانكم ، قال أحدهم : اللهم إن كنت تعلم أني كنت برا بوالدي ، وأني أرحت غنمي ليلة ، وكنت أحلب لأبوي ، فآتيتهما وهما مضطجعان على فراشهما ، حتى أسقيهما بيدي ، وإني أتيتهما ليلة من تيك الليالي ، وجئت بشرابهما ، فوجدتهما قد ناما ، وأني جعلت أرغب لهما في نومهما ، وأكره أن أوقظهما ، وأكره أن أرجع بالشراب فيستيقظان ولا يجداني عندهما ، فقمت مكاني قائما على رؤوسهما كذلك حتى أصبحت . اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، قال : فزال - أو كلمة نحوها - ثلث الحجر انفراجا ، قالوا للآخر : أيها الرجل ، قال : فقال الثاني : اللهم إن كنت تعلم أني أحببت ابنة عم لي حبا شديدا ، وإني - أحسبه قال - خطبتها إلى أهلها فمنعونيها ، حتى جعلت لها ما رضيت به بيني وبينها ، ثم دعوت بها فخلوت بها ، فقعدت منها مقعد الرجل من المرأة ، فقالت : لا يحل لك أن تفتح الخاتم إلا بحقه ، فانقبضت إلي نفسي ، [ ص: 291 ] ووقرت حقها عليها ونفسها ، اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، قال : فزال - أو كلمة نحوها - الحجر انفراجا ، وقالوا للثالث : أيها ، أي قل ، قال الثالث : اللهم إن كنت تعلم أنه عمل لي عامل على صاع من طعام ، فانطلق العامل ولم يأخذ صاعه ، فاحتبس علي طويلا من الدهر ، وإني عمدت إلى صاعه فما زلت أحرثه ، حتى اجتمع من ذلك الصاع بقر كثير ، وشاء كثير ، ومال كثير ، وأن ذلك العامل أتاني بعد زمان يطلب الصاع من الطعام ، وإني قلت له : إن صاعك ذلك من الطعام قد صار مالا كثيرا ، وشاء كثيرا ، وبقرا كثيرا ، فخذ هذا كله ، فإنه من ذلك الصاع ، فقال لي : أتسخر ؟ قلت له : لا والله ، ولكنه الحق ، فانطلق به يسوق المال أجمع ، اللهم فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ، فانفلق الحجر فوقع وخرجوا يتماشون .

وهذا الحديث لا نعلم رواه عن عوف عن خلاس إلا المعتمر .

التالي السابق


الخدمات العلمية