الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
معلومات الكتاب

البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
4129 - حدثنا إبراهيم بن هاني ، قال : نا محمد بن المبارك الصوري ، قال : نا صدقة ، قال : حدثني زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل أبو بكر - رضي الله عنه - آخذا بطرف ثوبه ، قد أبدى عن ركبته ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أما صاحبكم - أحسبه قال : - فقد خامر " فأقبل حتى سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إنه كان بيني وبين عمر شيء فأسرعت إليه ، ثم إني ندمت على ما كان ، [ ص: 66 ] فسألته أن يغفر لي فأبى ، فتبعته إلى البقيع حتى تحوز بداره مني فأقبلت إليك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يغفر الله لك أبا بكر ثلاث مرار ، ثم إن عمر ندم حين سأله أبو بكر أن يغفر له فأبى عليه ، ثم خرج من منزله حتى أتى منزل أبي بكر فسأل : هل ثم أبو بكر ؟ قالوا : لا نعلم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأقبل عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سلم عليه ، فجعل وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر ما يكره ، فلما رأى ذلك أبو بكر جثى على ركبتيه ، وقال : أنا والله يا رسول الله كنت أظلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أيها الناس ، إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت ، فواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو إلي صاحبي " ثلاث مرار .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه ، عن أبي الدرداء وحده . وصدقة صالح الحديث ، من أهل دمشق ، وهو صدقة بن خالد ، وزيد بن واقد ، وبسر بن عبيد الله فقد تقدم ذكرنا لهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية