5057 - (خت م 4) : محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار، [ ص: 406 ] ويقال : ابن كوثان، المدني، أبو بكر. ويقال : أبو عبد الله القرشي المطلبي، مولى قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، وكان جده يسار من سبي عين التمر .
رأى أنس بن مالك، وسالم بن عبد الله بن عمر، وسعيد بن المسيب.
وروى عن : أبان بن صالح (خت 4) ، وأبان بن عثمان بن عفان ، وإبراهيم بن عبد الله بن حنين (م) ، وإبراهيم بن عقبة (د) ، وإبراهيم بن مهاجر (س) ، وأبيه إسحاق بن يسار (مد) ، وإسماعيل ابن أمية (د) ، وإسماعيل بن أبي حكيم (د) ، وأيوب بن موسى القرشي (د) ، (ق) ، وأيوب السختياني وبشير بن يسار (خت) ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ، وثور بن يزيد الرحبي (د ق) ، وجعفر بن عمرو بن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري ، وجعفر بن محمد بن علي ، وحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس (ق) ، وحصين بن عبد الرحمن الأشهلي (صد) ، وحفص بن عبيد الله بن أنس بن مالك (ت) ، وحكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف [ ص: 407 ] (س) ، ، وحميد الطويل وخصيف بن عبد الرحمن الجزري (د) ، وخطاب بن صالح بن دينار الظفري (د) ، وداود بن الحصين (بخ 4) ، وروح بن القاسم ، وزياد بن أبي زياد (تم) ، وسالم أبي النضر (س) ، وسالم المكي (د) ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ابن عوف (خت) ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة (س) ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (م) ، وسعيد بن عبيد بن السباق (د ت ق) ، وسعيد بن أبي هند (س ق) ، وسلمة بن صفوان الزرقي (ق) ، وسليط بن أيوب الأنصاري (د) ، وسليمان بن سحيم (د ق) ، وسليمان بن عبد الله بن عويمر الأسلمي (مد) ، ، وشعبة بن الحجاج وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خت) ، وصالح بن كيسان (س) ، وصدقة بن يسار (د) ، والصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (د ت) ، وأبي سفيان طلحة بن نافع (ق) ، وعاصم بن عمر بن قتادة (4) ، وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت (س ق) ، وعباس بن سهل بن سعد الساعدي (ي د) ، وعباس بن عبد الله بن معبد بن عباس (د) ، وعبد الله بن أبي أمامة بن ثعلبة الأنصاري (د) ، وعبد الله بن أبي [ ص: 408 ] بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (م 4) ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان (خت ت ق) ، وعبد الله بن أبي سلمة (د س) ، وعبد الله بن طاوس (د) ، وعبد الله بن عبد الله بن عثمان بن حكيم بن حزام (د) ، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين (ت) ، وعبد الله بن الفضل ، وعبد الله بن مكنف (ق) ، وعبد الله بن أبي نجيح (خت د ق) ، وعبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي (خت د ت ق) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (د ق) ، (ر) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمه عبد الرحمن بن يسار ، وعبد السلام بن أبي الجنوب (ق) ، وأبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري (ق) ، وعبيد الله بن عبد الله بن الحصين الأنصاري (س) ، وعبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (م 4) ، وعبيد الله بن المغيرة (ق) ، وعتبة بن مسلم (د سي) ، وعثمان بن أبي سليمان (د) ، (د س ق) ، وعطاء بن أبي رباح وعكرمة بن خالد المخزومي (خت) ، وعلي بن يحيى بن خلاد الأنصاري (د) ، وعمارة بن عبد الله بن طعمة المديني (د) ، وعمر بن حسين المكي (ف) ، (بخ 4) ، وعمرو بن شعيب وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب (س) ، وعمرو بن ميمون بن مهران (د) ، وعمران بن أبي أنس (س) ، والعلاء بن عبد الرحمن (ر) ، وعيسى بن عبد الله بن مالك الدار (سي ق) ، وعيسى بن معقل بن أبي معقل الأسدي (د) ، وعيسى بن معمر (د) ، ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (بخ س) ، ومحمد بن أبي [ ص: 409 ] أمامة بن سهل بن حنيف (د ق) ، ومحمد بن جعفر بن الزبير (د ت ق) ، ومحمد بن الزبير الحنظلي (س) ، ومحمد بن السائب الكلبي (ت) ، ومحمد بن طلحة بن عبد الله التيمي (ق) ، ومحمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة (د ص ق) ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (س ق) ، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ، ومحمد بن عمرو بن عطاء (بخ د ت ق) ، ومحمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت (د) ، (خت د) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (تم) ، ومحمد بن المنكدر ومحمد بن الوليد بن نويفع المدني (د) ، ومحمد بن يحيى بن حبان (د س ق) ، والمطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة (ت) ، ومعبد بن كعب بن مالك (خد ق) ، ومعمر بن عبد الله بن حنظلة (د) ، (ر 4) ، ومكحول الشامي وعمه موسى بن يسار (بخ) ، وموسى بن فلان بن أنس بن مالك (ت ق) ، (خت م 4) ، ونافع مولى ابن عمر ونبيه بن وهب (فق) ، ونوح بن حكيم الثقفي (د) ، (د س) ، وهشام بن عروة ووهب بن كيسان (خت) ، (م) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن أبي سفيان الأخنسي (ق) ، ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير (ر د ت ق) ، ويحيى بن عروة بن الزبير (خت د) ، ويزيد بن أبي حبيب المصري (بخ م 4) ، ويزيد بن رومان (د س ق) ، ويزيد بن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش (ت) ، (بخ د ص) ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط ويزيد بن محمد بن خثيم المحاربي (ص) ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج (س ق) ، ويعقوب بن عتبة الثقفي (د س ق) ، ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة (د) ، وأبي عبيدة بن محمد بن [ ص: 410 ] عمار بن ياسر (تم) ، وأبي مالك الأشجعي (د) ، وأبي منظور الشامي (د) ، وبعض ولد محمد بن مسلمة الأنصاري (د) ، وفاطمة بنت المنذر بن الزبير (ق) .
روى عنه : إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خت م د س) ، وأحمد بن خالد الوهبي (ر 4) ، وجرير بن حازم (ت س) وجرير بن عبد الحميد ، وحفص بن غياث ، وحماد بن زيد (عخ) ، وحماد بن سلمة وزهير بن معاوية الجعفي (ق) ، وزياد بن عبد الله البكائي (عخ) ، وسعدان بن يحيى اللخمي (ق) ، وسعيد بن بزيع ، ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة وسلمة بن الفضل الرازي (د ت) ، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر (ت س) ، وشريك بن عبد الله ، ، وشعبة بن الحجاج (د س) ، وعبد الله بن إدريس وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (س) ، ، وعبد الله بن عون ، وعبد الله بن نمير وعبد الله بن يزيد بن الصلت الشابي ، (ر م د ق) ، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وأبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط (ي) ، وأبو زهير عبد الرحمن بن مغراء (د ق) ، ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي وعبدة بن سليمان الكلابي (بخ م د ت ق) ، ومحمد بن سلمة الحراني (ر 4) ، (د ق) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي ، ومحمد بن أبي عدي ومحمد بن فضيل (س) ، (تم س) ومحمد بن يزيد الواسطي ومندل بن علي (ق) ، وموسى بن أعين (ق) ، وكاتبه هارون بن أبي عيسى (س) ، وهارون بن موسى النحوي (فق) ، (ت) ، وهشيم بن بشير وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله (ر) ، (د) ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، وهو من شيوخه، ويحيى بن سعيد الأنصاري ويحيى بن سعيد الأموي ، ويحيى بن [ ص: 411 ] محمد بن عباد بن هانئ الشجري (ت) ، وأبو تميلة يحيى بن واضح (بخ ق) ، وأبو المحياة يحيى بن يعلى التيمي (ق) ، ويزيد بن أبي حبيب المصري وهو من شيوخه، (س) ، ويزيد بن زريع (ر م) ، ويزيد بن هارون (د س ق) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي ويونس بن بكير الشيباني (ر د ت ق) .
قال مصعب بن عبد الله الزبيري : يسار مولى عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب جد محمد بن إسحاق صاحب "المغازي" من سبي عين التمر، وهو أول سبي دخل المدينة من العراق.
وقال سلمة بن الفضل، عن : رأيت أنس بن مالك عليه عمامة سوداء، والصبيان يشتدون ويقولون : هذا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت حتى يلقى الدجال . محمد بن إسحاق
وقال محمد بن حميد الرازي، عن جرير بن عبد الحميد : رأيت محمد بن إسحاق يخضب بالسواد.
وقال المفضل بن غسان الغلابي : سألت عن محمد بن إسحاق، فقال : كان ثقة، وكان حسن الحديث، فقلت : إنهم يزعمون أنه رأى سعيد بن المسيب، فقال : إنه لقديم. يحيى بن معين
[ ص: 412 ] وقال ، عن عباس الدوري : قد سمع محمد بن إسحاق من أبان بن عثمان، وسمع من عطاء، وسمع من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وسمع أيضا من القاسم بن محمد. يحيى بن معين
وقال في موضع آخر : وسمع من مكحول، وسمع من عبد الرحمن بن الأسود.
وقال : مدار حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة، فذكرهم، ثم قال : فصار علم الستة عند اثني عشر، أحدهم محمد بن إسحاق. علي ابن المديني
وقال نعيم بن حماد، عن : رأيت سفيان بن عيينة أتاه محمد بن إسحاق فاستبطأه فقال له : أين كنت؟ فقال له محمد بن إسحاق : وهل يصل إليك أحد مع حاجبك؟ قال : فدعا حاجبه، فقال له : لا تحجبه إذا جاء. الزهري
وقال أيضا : قال ابن عيينة : قال أبو بكر الهذلي : سمعت يقول : لا يزال بالمدينة علم جم ما كان فيهم ابن إسحاق. الزهري
وقال علي ابن المديني : سمعت يقول : قال سفيان ، وسئل عن مغازيه، فقال : هذا أعلم الناس بها، يعني ابن إسحاق. ابن [ ص: 413 ] شهاب
وقال ، عن حرملة بن يحيى : من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق. الشافعي
وقال أحمد بن أبي خيثمة : سألت عن محمد بن إسحاق فقال : قال يحيى بن معين : لا يزال في الناس علم ما عاش محمد بن إسحاق. عاصم بن عمر بن قتادة
وقال أحمد بن أبي خيثمة أيضا : حدثنا ، قال : سمعت هارون بن معروف يقول : كان ابن إسحاق من أحفظ الناس، فكان إذا كان عند الرجل خمسة أحاديث أو أكثر جاء فاستودعها محمد بن إسحاق، قال : احفظها علي فإن نسيتها كنت قد حفظتها علي. أبا معاوية
وقال ، عن أبو جعفر النفيلي عبد الله بن فائد : كنا إذا جلسنا إلى محمد بن إسحاق فأخذ في فن من العلم قضى مجلسه في ذلك الفن.
وقال : حدثنا أبو عبد الله يعني أبو الحسن الميموني بحديث استحسنه عن محمد بن إسحاق، فقلت له : [ ص: 414 ] يا أبا عبد الله ما أحسن هذه القصص التي يجيء بها ابن إسحاق! فتبسم إلي متعجبا. أحمد بن حنبل
وقال صالح بن أحمد بن حنبل، عن : سمعت سفيان وسئل عن محمد بن إسحاق، قيل له : لم لم يرو أهل المدينة عنه؟ قال علي ابن المديني : جالست ابن إسحاق منذ بضع وسبعين سنة وما يتهمه أحد من أهل المدينة ولا يقول فيه شيئا. سفيان
قلت : كان لسفيان جالس فاطمة بنت المنذر؟ فقال : أخبرني ابن إسحاق أنها حدثته، وأنه دخل عليها. ابن إسحاق
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : سمعت هشام بن عروة يقول : يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله إن راها قط! قال عبد الله بن أحمد : فحدثت أبي بحديث ابن إسحاق فقال : ولم ينكر هشام، لعله جاء فاستأذن عليها فأذنت له أحسبه قال : ولم يعلم.
وقال : سألته - يعني أبو بكر الأثرم - عن محمد بن إسحاق كيف هو؟ فقال : هو حسن الحديث. أحمد بن حنبل
وقال : [ ص: 415 ] قال وذكره، فقال : دجال من الدجاجلة. مالك
وقال : قد ذكر بعض العلماء أن مالكا عابه جماعة من أهل العلم في زمانه بإطلاق لسانه في قوم معروفين بالصلاح والديانة والثقة والأمانة، واحتج بما أخبرني البرقاني، قال : حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الملك الآدمي، قال : حدثنا محمد بن علي الإيادي، قال : حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، قال : حدثني أحمد بن محمد البغدادي، قال : حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال : حدثنا محمد بن فليح، قال : قال لي مالك بن أنس : هشام بن عروة كذاب. الحافظ أبو بكر الخطيب
قال : فسألت أحمد بن محمد . فقال : عسى أراد في الكلام، فأما في الحديث فهو ثقة، وهو من الرواة عنه، قال : وقال إبراهيم بن المنذر : حدثني عبد الله بن نافع قال : كان ابن أبي ذئب، وعبد العزيز الماجشون، وابن أبي حازم، ومحمد بن إسحاق يتكلمون في مالك بن أنس، وكان أشدهم فيه كلاما يحيى بن معين ، كان يقول : ائتوني ببعض كتبه حتى أبين عيوبه، أنا بيطار كتبه. محمد بن إسحاق
قال : أما كلام مالك في ابن إسحاق فمشهور غير خاف على أحد من أهل العلم، وأما حكاية ابن فليج عنه في هشام بن عروة فليست بالمحفوظة إلا من الوجه الذي ذكرناه، [ ص: 416 ] وراويها عن إبراهيم بن المنذر غير معروف عندنا، فالله أعلم. الحافظ أبو بكر
قال : وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابن إسحاق غير واحد من العلماء لأسباب منها : أنه كان يتشيع، وينسب إلى القدر، ويدلس في حديثه، فأما الصدق فليس بمدفوع عنه.
وقال : رأيت البخاري يحتج بحديث ابن إسحاق. علي بن عبد الله
قال : وقال عن علي : ما رأيت أحدا يتهم ابن إسحاق. ابن عيينة
قال : قال لي : حدثنا عمر بن عثمان أن الزهري كان يتلقف المغازي من ابن إسحاق فيما يحدثه عن عاصم بن عمر بن قتادة، والذي يذكر عن مالك في ابن إسحاق لا يكاد يبين، وكان إسماعيل بن أبي أويس من أتبع من رأينا لمالك، أخرج إلي كتب ابن إسحاق، عن أبيه في المغازي وغيرها، فانتخبت منها كثيرا. إبراهيم بن المنذر
قال : وقال لي إبراهيم بن حمزة : كان عند إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق نحو من سبعة عشر ألف حديث في الأحكام سوى المغازي، وإبراهيم بن سعد من أكثر أهل المدينة حديثا في [ ص: 417 ] زمانه.
ولو صح عن مالك تناوله من ابن إسحاق فلربما تكلم الإنسان فيرمي صاحبه بشيء واحد ولا يتهمه في الأمور كلها.
قال : وقال عن إبراهيم بن المنذر محمد بن فليح : نهاني مالك عن شيخين من قريش وقد أكثر عنهما في "الموطأ" وهما ممن يحتج بهما، ولم ينج كثير من الناس من كلام بعض الناس فيهم، نحو ما يذكر عن إبراهيم من كلامه في الشعبي، وكلام الشعبي في عكرمة، وفيمن كان قبلهم، وتأويل بعضهم في العرض والنفس، ولم يلتفت أهل العلم في هذا النحو إلا ببيان وحجة، ولم تسقط عدالتهم إلا ببرهان ثابت وحجة، والكلام في هذا كثير .
قال : وقال عبيد بن يعيش : حدثنا ، قال : سمعت يونس بن بكير يقول : محمد بن إسحاق أمير المحدثين بحفظه. شعبة
قال : وروى عنه الثوري، وابن إدريس، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وابن علية، وعبد الوارث، وابن المبارك، وكذلك احتمله أحمد ويحيى بن معين وعامة أهل العلم.
وقال لي : نظرت في كتب ابن إسحاق فما وجدت عليه إلا في حديثين، ويمكن أن يكونا صحيحين. علي بن عبد الله
قال : وقال لي بعض أهل المدينة : إن الذي يذكر عن هشام بن عروة قال : كيف يدخل ابن إسحاق على امرأتي، لو صح عن هشام، جائز أن تكتب إليه؛ فإن أهل المدينة يرون الكتاب جائزا؛ [ ص: 418 ] لأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب لأمير السرية كتابا وقال له : لا تقرأه حتى تبلغ مكان كذا وكذا، فلما بلغ فتح الكتاب وأخبرهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وحكم بذلك.
وكذلك الخلفاء والأئمة يقضون بكتاب بعضهم إلى بعض، وجائز أن يكون سمع منها وبينهما حجاب وهشام لم يشهد.
إلى هنا عن البخاري.
وقال : ومحمد بن إسحاق رجل قد اجتمع الكبراء من أهل العلم على الأخذ عنه، منهم : سفيان، وشعبة، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وابن المبارك، وإبراهيم بن سعد. أبو زرعة الدمشقي
وروى عنه من الأكابر : يزيد بن أبي حبيب، وقد اختبره أهل الحديث فرأوا صدقا وخيرا مع مدح ابن شهاب له.
وقد ذاكرت قول مالك، يعني فيه، فرأى أن ذلك ليس للحديث إنما هو لأنه اتهمه بالقدر. دحيما
وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : محمد بن إسحاق الناس يشتهون حديثه، وكان يرمى بغير نوع من البدع.
وقال سعيد بن داود الزنبري، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي : كنا في مجلس محمد بن إسحاق نتعلم، فأغفى إغفاءة، فقال : إني رأيت في المنام الساعة كأن إنسانا دخل المسجد ومعه حبل، فوضعه في عنق حمار فأخرجه، فما لبثنا أن [ ص: 419 ] دخل المسجد رجل معه حبل حتى وضعه في عنق ابن إسحاق فأخرجه، فذهب به إلى السلطان فجلد.
قال الزنبري : من أجل القدر.
وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الحافظ : حدثنا موسى بن هارون بن إسحاق ، قال : سمعت يقول : كان محمد بن إسحاق يرمى بالقدر، وكان أبعد الناس منه. محمد بن عبد الله بن نمير
وقال : سمعت يعقوب بن شيبة وذكر ابن إسحاق فقال : إذا حدث عن من سمع منه من المعروفين فهو حسن الحديث صدوق، وإنما أتي من أنه يحدث عن المجهولين أحاديث باطلة. محمد بن عبد الله بن نمير
وقال إسحاق بن أحمد بن خلف البخاري الحافظ : سمعت يقول : محمد بن إسحاق ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها، لا يشاركه فيها أحد. محمد بن إسماعيل
وقال سليمان بن إسحاق الجلاب : سألت إبراهيم الحربي : تكلم أحد في ابن إسحاق؟ فقال : أما فكان يقول - يعني عن سفيان يعني ابن عيينة - : لا يزال بالمدينة علم ما عاش هذا الغلام، يعني ابن إسحاق. الزهري
قال : : ولكن حدثني [ ص: 420 ] إبراهيم ، قال : كانوا يطعنون عليه بشيء من غير جنس الحديث. مصعب
وقال أيضا : سألت يعقوب بن شيبة قلت : كيف حديث محمد بن إسحاق عندك صحيح؟ فقال : نعم، حديثه عندي صحيح. قلت له : فكلام مالك فيه؟ قال علي : مالك لم يجالسه ولم يعرفه، ثم قال علي : ابن إسحاق أي شيء حدث بالمدينة؟! قلت له : فهشام بن عروة قد تكلم فيه، فقال علي : الذي قال هشام ليس بحجة؛ لعله دخل على امرأته وهو غلام فسمع منها. علي ابن المديني
قال : وسمعت عليا يقول : إن حديث محمد بن إسحاق ليتبين فيه الصدق، يروي مرة : حدثني أبو الزناد، ومرة : ذكر أبو الزناد، وروى عن رجل عن من سمع منه، يقول : حدثني سفيان بن سعيد، عن سالم أبي النضر، عن عمر "صوم يوم عرفة" وهو من أروى الناس عن أبي النضر، ويقول : حدثني الحسن بن دينار، عن أيوب، عن عمرو بن شعيب في "سلف وبيع" وهو من أروى الناس عن عمرو بن شعيب.
وقال : قال يعقوب بن سفيان الفارسي : لم أجد لابن إسحاق إلا حديثين منكرين : نافع، عن علي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "إذا نعس أحدكم يوم الجمعة" والزهري، عن عروة، عن ابن عمر زيد بن خالد "إذا مس أحدكم فرجه" هذان لم يروهما عن [ ص: 421 ] أحد، والباقون يقول : ذكر فلان، ولكن هذا فيه : حدثنا.
وقال يعقوب بن سفيان أيضا : سمعت بعض ولد جويرية بن أسماء وكان ملازما لعلي، قال : سمعت يقول : ووقع إلي من حديث ابن إسحاق شيء فما أنكرت منه إلا أربعة أحاديث، ظننت أن بعضه منه وبعضه ليس منه. عليا
وقال : سمعت أبو داود ذكر محمد بن إسحاق، فقال : كان رجل يشتهي الحديث فيأخذ كتب الناس فيضعها في كتبه. أحمد
وقال : قيل له يعني أبو بكر المروذي : أيما أحب إليك موسى بن عبيدة أو محمد بن إسحاق؟ فقال : محمد بن إسحاق. أحمد بن حنبل
وقال أيضا : قال : كان ابن إسحاق يدلس إلا أن كتاب إبراهيم بن سعد إذا كان سماع قال : حدثني، وإذا لم يكن قال : قال. أحمد بن حنبل
قال : وقال : قدم محمد بن إسحاق إلى بغداد [ ص: 422 ] فكان لا يبالي عن من يحكي، عن الكلبي وغيره. أبو عبد الله
وقال : سمعت حنبل بن إسحاق يقول : ابن إسحاق ليس بحجة. أبا عبد الله
وقال أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد : سمعت وسأله رجل عن محمد بن إسحاق، فقال : كان عبد الله بن أحمد بن حنبل يتتبع حديثه فيكتبه كثيرا بالعلو والنزول، ويخرجه في "المسند" وما رأيته أنفى حديثه قط. أبي
قيل له : يحتج به؟ قال : لم يكن يحتج به في السنن .
وقال أيوب بن إسحاق بن سافري : سألت ، فقلت : يا أبا عبد الله، ابن إسحاق إذا تفرد بحديث تقبله؟ قال : لا، والله إني رأيته يحدث عن جماعة بالحديث الواحد، ولا يفصل كلام ذا من ذا. أحمد بن حنبل
قال : وأما علي ابن المديني فكان يثني عليه ويقدمه.
[ ص: 423 ] وقال : سألت محمد بن عثمان بن أبي شيبة عن محمد بن إسحاق، فقال : هو صالح وسط. عليا
وقال : سمعت أحمد بن أبي خيثمة يقول : محمد بن إسحاق ليس به بأس. يحيى بن معين
قال : وسئل عنه مرة أخرى فقال : ليس بذاك، ضعيف. يحيى بن معين
قال : وسمعت مرة أخرى يقول : محمد بن إسحاق عندي سقيم، ليس بالقوي. يحيى بن معين
وقال : سمعت أبو الحسن الميموني يقول : محمد بن إسحاق ضعيف. يحيى بن معين
وقال : قلت أبو زرعة الدمشقي ، وذكرت له الحجة، فقلت له : محمد بن إسحاق منهم؟ فقال : كان ثقة، إنما الحجة : عبيد الله بن عمر، ومالك بن أنس، وذكر قوما آخرين. ليحيى بن معين
وقال ، عن عباس الدوري : محمد بن إسحاق ثقة، وليس بحجة. [ ص: 424 ] يحيى بن معين
وقال : سألت يعقوب بن شيبة السدوسي عنه، فقلت : في نفسك من صدقه شيء؟ قال : لا، هو صدوق. يحيى بن معين
وقال : مدني ثقة. العجلي
وقال : ليس بالقوي. النسائي
وقال أبو سعيد بن يونس : قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة ومائة.
روى عن جماعة من أهل مصر وغيرهم، منهم : عبيد الله بن المغيرة، ويزيد بن أبي حبيب، وثمامة بن شفي ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، والقاسم بن قزمان ، والسكن بن أبي كريمة ، روى عنهم أحاديث لم يروها عنهم غيره فيما علمت.
روى عنه من أهل مصر الأكابر، منهم : يزيد بن أبي حبيب، وقيس بن أبي يزيد .
أخبرنا يوسف بن يعقوب، قال : أخبرنا زيد بن الحسن، [ ص: 425 ] قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ، قال : أخبرنا محمد بن الحسين القطان، قال : أخبرنا دعلج بن أحمد، قال : أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال : حدثنا إسماعيل بن أبي كريمة الحراني، قال : حدثنا عن يزيد بن هارون ، قال : لو سود أحد في الحديث لسود محمد بن إسحاق. شعبة
وبهذا الإسناد إلى أبي بكر الحافظ، قال : أخبرنا علي بن المحسن التنوخي، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي الرزاز، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال : حدثنا العباس بن يزيد البحراني، قال : حدثنا ، قال : سمعت سفيان بن عيينة يقول : محمد بن إسحاق أمير المؤمنين في الحديث. شعبة
وبه قال : أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال : حدثنا محمد بن علي الوراق، قال : حدثنا عبيد بن يعيش، قال : حدثنا ، قال : سمعت يونس بن بكير يقول : محمد بن إسحاق أمير المحدثين، فقيل له : لم؟ قال : لحفظه. شعبة
[ ص: 426 ] وقال : كان ثقة، ومن الناس من يتكلم فيه، وكان خرج من المدينة قديما فأتى الكوفة، والجزيرة، والري، وبغداد، فأقام بها حتى مات في سنة إحدى وخمسين ومائة. محمد بن سعد
وقال في موضع آخر : كان أول من جمع مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج من المدينة قديما، فلم يرو عنه أحد منهم غير إبراهيم بن سعد، وكان محمد بن إسحاق مع العباس بن محمد بالجزيرة، وكان أتى أبا جعفر المنصور بالحيرة فكتب له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب، وسمع منه أهل الجزيرة حين كان مع العباس بن محمد، وأتى الري فسمع منه أهل الري، فرواته من هؤلاء البلدان أكثر ممن روى عنه من أهل المدينة.
وقال : ولمحمد بن إسحاق حديث كثير، وقد روى عنه أئمة الناس : شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن سلمة، وغيرهم. أبو أحمد بن عدي
وقد روى "المغازي" عنه إبراهيم بن سعد، وسلمة بن الفضل، ومحمد بن سلمة، ويحيى بن سعيد الأموي، وسعيد بن بزيع، وجرير بن حازم، وزياد البكائي، وغيرهم.
وقد روي عنه "المبتدأ والمبعث" ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا أنه صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلى الاشتغال بمغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومبعثه ومبتدأ الخلق لكانت [ ص: 427 ] هذه فضيلة سبق بها ابن إسحاق، ثم من بعده صنفها قوم آخرون فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها، وقد فتشت أحاديثه الكثير فلم أجد في أحاديثه ما يتهيأ أن يقطع عليه بالضعف، وربما أخطأ، أو يهم في الشيء بعد الشيء، كما يخطئ غيره، ولم يتخلف في الرواية عنه الثقات والأئمة، وهو لا بأس به .
قال عمرو بن علي، وإبراهيم بن محمد بن عرفة : مات سنة خمسين ومائة.
وقال محمد بن سعد في موضع آخر : قال الهيثم بن عدي : توفي سنة إحدى وخمسين ومائة، قال : وقال ابنه : توفي سنة خمسين ومائة.
وقال أحمد بن خالد الوهبي : مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
وقال يحيى بن معين، وعلي ابن المديني، وزكريا بن يحيى الساجي : مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
وقال خليفة بن خياط : توفي سنة ثلاث أو اثنتين وخمسين [ ص: 428 ] ومائة.
[ ص: 429 ] استشهد به في "الصحيح" وروى له في كتاب "القراءة خلف الإمام" وغيره . البخاري
وروى له مسلم في "المتابعات" واحتج به الباقون.