الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 11 ] 1236 \ 1 - حدثنا علي بن هاشم ، عن ابن أبي ليلى ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - : أتى جبريل إبراهيم - عليهما الصلاة والسلام - فراح به إلى منى ، فصلى به الصلوات جميعا ، ثم صلى به الفجر ، ثم غدا به إلى عرفة ، فنزل به حيث ينزل الناس ، ثم صلى به الصلاتين جميعا ، ثم أتى به الموقف ، حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس المغرب أفاض فأتى به جمعا ، فصلى به العشاءين جميعا ، ثم بات حتى إذا كان كأعجل ما يصلي أحد من الناس الفجر صلى به الفجر ، ثم وقف به ، حتى إذا كان كأبطأ ما يصلي أحد من الناس أفاض به إلى منى ، فرمى الجمرة ، ثم ذبح وحلق ، ثم أفاض به ، ثم أوحى الله تعالى بعد إلى نبيه - صلى الله عليه وسلم - : أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا .

                                                                                        1236 \ 2 - وقال أحمد بن منيع : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن ابن أبي مليكة ، قال : إن رجلا من قريش قال لعبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : إني ضعيف من الأهل والحمولة ، وإنما حمولتنا هذه الحمر الدبابة ، ألا أفيض من جمع بليل ؟ فقال : أما إبراهيم فإنه بات بمنى ، حتى إذا أصبح فطلع حاجب الشمس سار إلى عرفة ، حتى نزل منزلا منها ، ثم راح ، ثم وقف موقفه منها ، حتى إذا غابت الشمس أفاض ، حتى إذا أتى جمعا ، فنزل منزله منه ، حتى إذا كان صلاة الصبح المعجلة وقف ، حتى إذا كان الصبح المسفر أفاض . فذلك ملة إبراهيم - عليه السلام - وقد أمر نبيكم - صلى الله عليه وسلم - أن يتبعه .

                                                                                        [3]

                                                                                        1236 \ 3 - وقال أبو يعلى : حدثنا زهير بن حرب ، ثنا إسماعيل بهذا .

                                                                                        [ ص: 12 ]

                                                                                        1236 \ 4 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا إبراهيم بن سليمان بن إبراهيم بن عبد الرحمن النوفلي ، عن رجل ، عن الثوري ، عن ابن أبي ليلى ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : أفاض جبريل - عليه الصلاة والسلام - بالنبي - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى مزدلفة فنزل بها وبات ، ثم صلى الصبح كأعجل ما يصلي أحد من المسلمين ، ثم وقف به كأبطأ ما يصلي أحد من المسلمين ، ثم دفع إلى منى فرقى وذبح ، ثم أوحى الله - تبارك وتعالى - إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - : ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا الآية .

                                                                                        [ ص: 13 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية