الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        1685 - وقال ابن أبي عمر : حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن يزيد بن الهاد ، عن محمد بن نافع بن عجير ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : خرج زيد بن حارثة رضي الله عنه إلى مكة ، فقدمت ابنة حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنهما .

                                                                                        فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه : أنا آخذها وأنا أحق بها ، ابنة عمي وعندي خالتها ، وإنما الخالة أم ، وهي أحق .

                                                                                        وقال علي رضي الله عنه : بل أنا أحق بها ، هي ابنة عمي ، وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي أحق بها . وإني لأرفع صوتي ليسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجتي قبل أن يخرج .

                                                                                        وقال زيد رضي الله عنه : بل أنا أحق بها ، خرجت إليها وسافرت ، وجئت بها .

                                                                                        فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما شأنكم ؟ " فقال علي رضي الله عنه : ابنة عمي ، وأنا أحق بها ، وعندي ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تكون معها أحق بها من غيرها .

                                                                                        وقال جعفر رضي الله عنه : أنا أحق بها يا رسول الله ، ابنة عمي ، وعندي خالتها والخالة أم ، وهي أحق بها من غيرها .

                                                                                        وقال زيد رضي الله عنه : بل أنا أحق بها ، خرجت إليها ، وتجشمت السفر وأنفقت ، فأنا أحق بها .

                                                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سأقضي بينكما في هذا وفي غيره " .

                                                                                        قال علي رضي الله عنه : فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وفي غيره " - قلت : نزل القرآن في رفعنا أصواتنا .

                                                                                        فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما أنت يا زيد فمولاي ومولاهما " . قال رضي الله عنه : قد رضيت يا رسول الله .

                                                                                        قال صلى الله عليه وسلم : " وأما أنت يا جعفر ، فأشبهت خلقي وخلقي ، وأنت من شجرتي التي خلقت منها " . قال رضي الله عنه : رضيت يا رسول الله .

                                                                                        قال صلى الله عليه وسلم : " وأما أنت يا علي فصفيي وأميني " . قال يزيد بن الهاد : فذكرت ذلك لعبد الله بن حسن ، فقال : إنه صلى الله عليه وسلم [ ص: 385 ] قال : " أنت مني وأنا منك " . قال رضي الله عنه : رضيت يا رسول الله .

                                                                                        قال صلى الله عليه وسلم : " وأما الجارية فقد قضيت بها لجعفر ، تكون مع خالتها ، والخالة أم " . قالوا : سلمنا يا رسول الله
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 386 ] [ ص: 387 ] [ ص: 388 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية