الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        3257 حدثنا إبراهيم ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ، ثنا عبد الله بن يزيد ، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، قال : جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ونحن معه فقال : " إن الله تعالى لا يتعاظمه ذنب غفره ، إن رجلا كان قبلكم قتل ثمانية وتسعين نفسا فأتى راهبا فقال له : قتلت ثمانية وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا ، فقتله ، ثم أتى راهبا آخر فأخبره أنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل تجد لي من توبة ؟ قال : لا فقتله ، ثم أتى آخر فأخبره أنه قتل مائة نفس فهل تجد لي من توبة ، فقال : لقد أسرفت وما أدري ، ولكن هاهنا قريتان إحداهما يقال لها : نضرة ; أهلها يعملون بعمل أهل الجنة لا يثبت فيهم غيرهم ، والأخرى يقال لها : كفرة ; أهلها يعملون بعمل أهل النار لا يثبت فيهم غيرهم ، فانطلق إلى أهل نضرة فإن عملت عملهم وتبت فلا تشك في توبتك ، فانطلق يريدها حتى إذا كان بين القريتين أدركه أجله ، فسألت الملائكة عليهم السلام ربها ، قال جل وعلا : انظروا أي القريتين كان أقرب فاكتبوه من أهلها ، فوجدوه أقرب إلى نضرة بقدر أنملة فكتبوه من أهلها " .

                                                                                        [ ص: 565 ] [ ص: 566 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية