الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        [ ص: 241 ] 5 - باب أيوب عليه الصلاة والسلام

                                                                                        3450 \ 1 - قال أبو يعلى : حدثنا حميد بن الربيع ، ثنا سعيد ابن أبي مريم .

                                                                                        3450 \ 2 - وقال البزار : حدثنا عمر بن الخطاب ، ومحمد بن مسكين ، ومحمد بن سهل بن عسكر ، قالوا : ثنا سعيد ، ثنا نافع بن يزيد ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أيوب نبي الله عليه السلام كان في بلائه ثمان عشرة سنة ، فرفضه القريب والبعيد ، إلا رجلين من إخوانه ، زاد البزار : كانا من أخص إخوانه ، كانا يغدوان إليه ويروحان ، فقال [ ص: 242 ] أحدهما لصاحبه : تعلم ، والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد . قال له صاحبه : وما ذاك ؟ قال : منذ ثمان عشرة سنة لم يرحمه الله تعالى . فكشف عنه ما به ، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له ، فقال أيوب عليه السلام : لا أدري ما تقول ، غير أن الله تبارك وتعالى يعلم أني كنت أمر بالرجلين يتنازعان ، فيذكران الله تعالى فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله تعالى إلا في حق . قال : وكان عليه الصلاة والسلام يخرج إلى حاجته ، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده حتى يبلغ . فلما كان ذات يوم أبطأ عليها ، وأوحى إلى أيوب عليه السلام في مكانه اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب فاستبطأته ، فتلفتت تنظر ، فأقبل عليها وقد أذهب الله تبارك وتعالى ما به من البلاء وهو على أحسن ما كان ، فلما رأته قالت : أي بارك الله فيك ، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى ، والله على ذلك ما رأيت أحدا أشبه به منك مذ كان صحيحا . قال عليه السلام : فإني أنا هو ، وكان له أندران : أندر القمح ، وأندر الشعير ، فبعث الله تعالى [ ص: 243 ] سحابتين ، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض ، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض

                                                                                        قال البزار : لا نعلمه رواه عن الزهري ، عن أنس رضي الله عنه إلا عقيل ، ولا عنه إلا نافع

                                                                                        صححه ابن حبان من طريق ابن وهب ، عن نافع بن يزيد .

                                                                                        [ ص: 244 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية