الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                        معلومات الكتاب

                                                                                        المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية

                                                                                        ابن حجر العسقلاني - أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

                                                                                        صفحة جزء
                                                                                        4299 \ 1 - وقال أبو بكر : حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة أمن الناس إلا أربعة .

                                                                                        [ ص: 454 ] [ ص: 455 ]

                                                                                        4299 \ 2 - وقال البيهقي في الدلائل : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا أبو زرعة الدمشقي ، حدثنا الحسن بن بشر ، حدثنا الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة ، عن أنس رضي الله عنه ، قال : أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم فتح مكة إلا أربعة من الناس : عبد العزى بن خطل ، ومقيس بن صبابة ، وعبد الله بن سعد ، وأم سارة ، فأما عبد العزى بن خطل فإنه قتل وهو آخذ بأستار الكعبة ، قال : ونذر رجل من الأنصار أن يقتل عبد الله بن سعد إذا رآه ، وكان أخا عثمان من الرضاعة ، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشفع له ، فلما بصر به الأنصاري اشتمل على السيف ثم أتاه ، فوجده في حلقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل الأنصاري يتردد ويكره أن يقدم عليه ، لأنه في حلقة النبي صلى الله عليه وسلم ، فبسط النبي صلى الله عليه وسلم يده فبايعه ، ثم قال صلى الله عليه وسلم للأنصاري : قد انتظرتك أن توفي بنذرك ، قال : يا رسول الله ، هبتك ، أفلا أومأت إلي ؟ قال صلى الله عليه وسلم : إنه ليس للنبي أن يكون يومئ .

                                                                                        قال : وأما مقيس بن صبابة فإنه كان له أخ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقتل خطأ ، فبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من بني فهر ليأخذ عقله من الأنصار ، فلما جمع له العقل ورجع نام الفهري ، فوثب مقيس فأخذ حجرا فجلد به رأسه فقتله ، وأقبل يقول :


                                                                                        شفى النفس من قد بات بالقاع مسندا يضرج ثوبيه دماء الأخادع     وكانت هموم النفس من قبل قتله
                                                                                        تلم وتنسيني وطاء المضاجع      [ ص: 456 ] قتلت به فهرا وغرمت عقله
                                                                                        سراة بني النجار أرباب فارع     حللت به نذري وأدركت ثؤرتي
                                                                                        وكنت إلى الأوثان أول راجع

                                                                                        وأما أم سارة : فإنها كانت مولاة قريش ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الحاجة ، فأعطاها شيئا ، ثم أتاها رجل فبعث معها بكتاب إلى مكة ... فذكر قصة حاطب ، كذا في الأصل
                                                                                        .

                                                                                        [ ص: 457 ]

                                                                                        4299 \ 3 - وقال الحارث : حدثنا أبو سلمة ، هو الخزاعي ، قال : اسم ابن خطل : عبد الله ، كانت له جاريتان تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس كلهم آمنين إلا ابن خطل وقينتيه وعبد الله بن سعد بن أبي سرح ومقيس بن صبابة الليثي ، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يجعل لهم الأمان ، فقتلوا كلهم إلا إحدى القينتين فإنها أسلمت .

                                                                                        [ ص: 458 ]

                                                                                        التالي السابق


                                                                                        الخدمات العلمية