[ ص: 26 ] باب دعاء سعد بن معاذ رضي الله عنه في جراحته وإجابة الله تعالى إياه في دعوته وما ظهر في ذلك من كرامته
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرنا أبو الفضل بن إبراهيم، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن سلمة، محمد بن رافع، والحسين بن منصور، قالا: حدثنا ابن نمير، قال: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: سعد يوم الخندق؛ رماه رجل من قريش يقال له حبان بن العرقة رماه في الأكحل؛ فضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد، ليعوده من قريب.
فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق، ووضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل وهو ينفض رأسه من الغبار قال: قد وضعت السلاح والله ما وضعناها، اخرج إليهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأين؟" قال: هاهنا.
وأشار إلى بني قريظة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد الحكم فيه إلى سعد، قال: فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة، وتسبى الذرية، وتقسم أموالهم.
قال أبي: فأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لقد [ ص: 27 ] حكمت فيهم بحكم الله". أصيب
قال: وحدثنا هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة أن سعدا تحجر كلمه للبرء، فقال: قريش فأبقني لهم حيا أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فافجرها واجعل موتي فيها" . "اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهد فيك من قوم كذبوا رسولك صلى الله عليه وسلم وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم فإن كان بقي من حرب
قال: فانفجر من ليته، فلم ترعهم، ومعهم في المسجد أهل خيمة من بني غفار إلا الدم يسيل إليهم فقال: يا أهل الخيمة، ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟ فإذا سعد جرحه يغذو؛ فمات منها.
رواه البخاري في الصحيح عن زكريا بن يحيى، عن ورواه عبد الله بن نمير، مسلم، عن عن أبي كريب، ورواه عبد الله، عن محمد بن إسحاق بن يسار، وقال في دعائه: عاصم بن عمر بن قتادة، "وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة" كما مضى.