[ ص: 190 ] باب هوازن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة مسلمين ورد النبي صلى الله عليه وسلم عليهم سباياهم وفود وفد
أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن عبد الله الحافظ، قال: أنبأنا قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، يحيى بن بكير، المصريان، أن وعبد الله بن صالح حدثهما، قال: حدثنا ليث بن سعد، عقيل، عن قال: ابن شهاب، عروة، أن مروان بن الحكم، أخبراه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام حين جاءه وفد والمسور بن مخرمة، هوازن مسلمين فسألوا أن يرد إليهم أموالهم ونساءهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معي من ترون، وأحب الحديث [ ص: 191 ] إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين: إما السبي، وإما المال "، وقد كنت استأنيت بهم" ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير راد إليهم أموالهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسلمين فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: "أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء قد جاؤونا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم من سبيهم، فمن أحب أن يطيب ذلك فليفعل، ومن أحب منكم أن يكون على حظه حتى نعطيه إياه من أول ما يفيء الله إلينا فليفعل" ، فقال الناس: قد طيبنا ذلك يا رسول الله لهم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا لا ندري من أذن منكم في ذلك ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم" ، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه بأنهم قد طيبوا وأذنوا "فهذا الذي بلغنا عن سبي هوازن" رواه زعم البخاري في الصحيح عن سعيد بن عفير، عن وعبد الله بن يوسف الليث.