أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار يونس، عن ، قال: حدثنا ابن إسحاق يزيد بن رومان، وعبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى أكيدر بن عبد الملك رجل من كندة كان ملكا على دومة وكان نصرانيا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: "إنك ستجده يصيد البقر" ، فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه منظر العين في ليلة مقمرة صافية، وهو على سطح ومعه امرأته، فأتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله، قالت: فمن يترك مثل هذا؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان، فخرجوا معهم بمطاردهم فتلقتهم خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذته وقتلوا أخاه حسان، وكان عليه قباء ديباج مخوص [ ص: 251 ] بالذهب فاستلبه إياه فبعث به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل قدومه عليه، ثم إن خالد بن الوليد، خالدا قدم بالأكيدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، وخلى سبيله، فرجع إلى قريته، فقال رجل من طيئ يقال له بجير بن بجرة يذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالد: إنك ستجده يصيد البقر، وما كانت صنعة البقرة تلك الليلة حتى استخرجته لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .
تبارك سائق البقرات إني رأيت الله يهدي كل هاد فمن يك حائدا عن ذي تبوك
فإنا قد أمرنا بالجهاد"