أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو الحسن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن محمد الشعراني، حدثني جدي، حدثنا محمد بن كرامة مستملي ابن الحمامي، بالكوفة، حدثنا عن سليمان بن أحمد، محمد بن حرب الرملي، عن عن ابن لهيعة، مالك بن الأزهر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: " عمر، على سعد بن أبي وقاص العراق فسار فيها حتى إذا كان بحلوان أدركته صلاة العصر وهو في سفح جبلها، فأمر مؤذنه بعث نضلة فنادى بالأذان فقال: الله أكبر الله [ ص: 428 ] أكبر، فأجابه مجيب من الجبل كبرت يا نضلة كبيرا، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: كلمة الإخلاص، قال: أشهد أن محمدا رسول الله، فقال: بعث النبي، قال: حي على الصلاة، قال: كلمة مقبولة، قال: حي على الفلاح، قال: البقاء لأمة أحمد، قال: الله أكبر الله أكبر، قال: كبرت كبيرا، قال: لا إله إلا الله، قال: كلمة حق حرمت على النار، فقال له نضلة: يا هذا، قد سمعنا كلامك فأرنا وجهك، قال: فانفلق الجبل، فخرج رجل أبيض الرأس واللحية، هامته مثل الرحى، فقال له نضلة: يا هذا من أنت؟ قال: أنا ذريب بن برثملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم، دعا لي بطول البقاء، وأسكنني هذا الجبل إلى نزوله من السماء، فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويتبرأ مما عليه النصارى، ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: قبض، فبكى بكاء طويلا حتى خضلت لحيته بالدموع، ثم قال: من قام فيكم بعده، قلنا: قال: ما فعل؟ قلنا: قبض، قال: فمن قام فيكم بعده، قلنا أبو بكر، عمر، قال: قولوا له: يا عمر، سدد، وقارب، فإن الأمر قد تقارب، خصالا إذا رأيتها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب، إذا اكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وكان الولد غيظا، والمطر قيظا، وزخرفت المصاحف وذوقت المساجد، وتعلم عالمهم ليأكل به دينارهم ودرهمهم، وخرج الغني فقام إليه من هو خير منه، وكان أكل الربا فيهم شرفا، والقتل فيهم عزا، فالهرب الهرب.
قال: فكتب سعد بها إلى عمر، فكتب إليه عمر: صدقت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "في ذلك الجبل وصي عيسى ابن مريم عليه السلام" ، فأقام سعد بذلك المكان أربعين صباحا ينادي بالأذان فلا يستجاب " هذا الحديث بهذا الإسناد أشبه وهو ضعيف بمرة، والله أعلم.