وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن عمرو قالا: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، أبي إسحاق، أيوب بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه: "أفيضوا علي سبع قرب من سبع آبار شتى، حتى أخرج فأعهد إلى الناس"؛ [ ص: 178 ] ففعلوا ؛ فخرج، فجلس على المنبر فكان أول ما ذكر بعد حمد الله والثناء عليه ذكر أصحاب أحد، فاستغفر لهم، ودعا لهم، ثم قال: "يا معشر المهاجرين إنكم قد أصبحتم تزيدون، والأنصار على هيئتها لا تزيد، وإنهم عيبتي التي أويت إليها، فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا عن مسيئهم" ، ثم قال صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن عبدا من عباد الله قد خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله" ، ففهمها رضي الله عنه من بين الناس، فبكى ثم قال: بل نحن نفديك بأنفسنا وأبنائنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على رسلك يا أبو بكر أبا بكر انظروا إلى هذه البيوت الشارعة في المسجد فسدوها، إلا ما كان من بيت أبي بكر فإني لا أعلم أحدا أفضل عندي يدا في الصحبة منه" عن هذا وإن كان مرسلا ففيه ما في حديث من تاريخ هذه الخطبة، وأنها كانت بعدما اغتسل، ليعهد إلى الناس، وينعي نفسه إليهم. ابن عباس