أعيذه بالواحد من شر كل حاسد
وذكر سائر الأبيات كما مضى , وقال: فإن آية ذلك أن فإذا وقع فسميه يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، محمدا؛ فإن اسمه في التوراة والإنجيل: أحمد [ ص: 112 ] ، يحمده أهل السماء وأهل الأرض، واسمه في القرآن: محمد فسمته بذلك.فلما وضعته بعثت إلى عبد المطلب جاريتها وقد هلك أبوه وهي حبلى، ويقال: إن عبد الله فالله أعلم أي ذلك كان , فقالت: قد ولد لك الليلة غلام، فانظر إليه. عبد الله هلك والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرا،
فلما جاءها خبرته خبره، وحدثته بما رأت حين حملت به، وما قيل لها فيه، وما أمرت أن تسميه.
فأخذه عبد المطلب، فأدخله على هبل في جوف الكعبة، فقام عبد المطلب يدعو الله ويتشكر لله عز وجل، الذي أعطاه إياه، فقال:
الحمد لله الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد في المهد على الغلمان أعيذه بالبيت ذي الأركان
حتى يكون بلغة الفتيان حتى أراه بالغ البنيان
أعيذه من كل ذي شنآن من حاسد مضطرب الجنان
ذي همة ليست له عينان حتى أراه رافع اللسان
أنت الذي سميت في الفرقان في كتب ثابتة المباني