[ ص: 576 ] باب وما ورد بعده في نسخ العفو عن المشركين وأهل الكتاب بفرض الجهاد مبتدأ الإذعان بالقتال
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري، ببغداد قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، قال: أخبرنا عبد الرزاق معمر، عن الزهري، عن أن عروة بن الزبير، أسامة بن زيد، أخبره.
(ح) وأخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان قال: أخبرنا حدثنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، أبو اليمان.
(ح) .
وأخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل، قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، قال: حدثنا قال: أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال: أخبرني أبو اليمان أبو بشر شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: أخبرني عروة، أن أسامة بن زيد، أخبره، أسامة بن زيد وراءه، يعود في بني سعد بن عبادة الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر حتى مر بمجلس فيه عبد الله بن أبي ابن سلول، وذلك قبل أن يسلم عبد الله بن أبي، فإذا في المجلس أخلاط من المسلمين، ومن المشركين عبدة الأوثان، واليهود، وفي المسلمين فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن رواحة، ابن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم وقف فنزل فدعاهم إلى الله عز وجل، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، إنه لا أحسن مما تقول إن كان حقا، فلا تؤذنا به في مجالسنا، ارجع إلى رحلك فمن جاءك فاقصص عليه.
فقال بلى يا رسول الله، فاغشنا به في مجالسنا، فإنا نحب ذلك، واستب المسلمون والمشركون واليهود حتى كادوا يتثاورون، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته حتى دخل على عبد الله بن رواحة: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سعد بن عبادة، أيا سعد، ألم تسمع ما قال أبو حباب، يريد عبد الله بن أبي؟ قال: كذا وكذا " قال يا رسول الله، اعف عنه واصفح، فوالذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي أنزل عليك، ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك الذي فعل به ما [ ص: 578 ] رأيت. سعد بن عبادة:
فعفا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب كما أمره الله عز وجل، ويصبرون على الأذى.
قال الله عز وجل: ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور ، وقال عز وجل: ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره إن الله على كل شيء قدير .
" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتأول في العفو ما أمره الله عز وجل به حتى إذا أذن الله فيهم، فلما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا، وقتل الله به من قتل من صناديد قريش قال ابن أبي ابن سلول ومن معه من المشركين عبدة الأوثان: هذا أمر قد توجه، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام فأسلموا هذا لفظ حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب حمارا عليه إكاف على قطيفة فدكية وأردف [ ص: 577 ] عن أبي اليمان، شعيب، وانتهى حديث معمر عند قوله: فعفا عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري في الصحيح عن ورواه أبي اليمان، مسلم عن إسحاق عن وعبد بن حميد، [ ص: 579 ] ، وأخرجاه من حديث عبد الرزاق عقيل، وغيره عن الزهري.