ذكر
nindex.php?page=treesubj&link=31292_33711مسير الجيش الذين أشقاهم الله عز وجل بقتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه ، وأعاذ الله الكريم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتله 1460 - حدثنا
أبو بكر بن سيف السجستاني ، قال : حدثنا
السري بن يحيى ، قال : حدثنا
شعيب بن إبراهيم ، قال : حدثنا
سيف بن عمر ، عن
أبي حارثة ، والي
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، ومحمد ،
وطلحة بن الأعلم قالوا : وكتب
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الناس بالذي كان ، وبكل ما صبر عليه من الناس إلى ذلك اليوم كتابا :
"بسم الله الرحمن الرحيم
إلى المؤمنين والمسلمين ؛ سلام عليكم ، أما بعد ؛
فإني أذكركم الله عز وجل الذي أنعم عليكم ، وعلمكم الإسلام ، وهداكم من الضلالة ، وأنقذكم من الكفر ، وأراكم من البينات ، ونصركم على الأعداء ، ووسع عليكم في الرزق ، وأسبغ عليكم نعمته ، فإن الله عز وجل قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) . . .
[ ص: 1990 ]
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14179محمد بن الحسين رحمه الله :
ثم أمرهم بالطاعة ، ونهاهم عن الفرقة ، وقرأ عليهم به كل آية أمر الله عز وجل فيها بالطاعة ، ونهاهم عن الفرقة .
وكتب كتابا آخر :
أما بعد : فإن الله عز وجل رضي لكم السمع والطاعة ، وكره لكم المعصية والفرقة والاختلاف ، وقد أنبأكم فعل الذين من قبلكم ، وتقدم إليكم فيه لتكون له الحجة عليكم إن عصيتموه ، فاقبلوا نصيحة الله عز وجل ، واحذروا عذابه ، فإنكم لن تجدوا أمة هلكت إلا من بعد أن تختلف ، فلا يكون لها إمام يجمعها ، ومتى ما تفعلوا ذلك لم تقم الصلاة جميعا ، وسلط عليكم عدوكم ، ويستحل بعضكم حرم بعض ، ومتى ما تفعلوا ذلك تفرقوا دينكم ، وتكونوا شيعا ، وقد قال الله عز وجل (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) وإني أوصيكم بما أوصاكم الله عز وجل به ، وأحذركم عذابه ، فإن القرآن نزل يعتبر به ، وينتهى إليه ، أو لا ترون إلى
شعيب عليه السلام قال : لقومه (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=89ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد *
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=90واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود ) .
وكتب بكتاب آخر :
أما بعد : فإن أقواما ممن كان يقول في هذا الحديث أظهروا للناس إنما
[ ص: 1991 ] يدعون إلى كتاب الله عز وجل والحق ، ولا يريدون شرا ولا منازعة فيها ، فلما عرض عليهم الحق إذا الناس في ذلك شتى ، منهم آخذ للحق ونازع عنه من يعطاه ، ومنهم تارك للحق رغبة في الأمر يريدون أن يبتزوه بغير الحق ، وقد طال عليهم عمري ، وزاد عليهم أملهم في الأمور ، واستعجلوا القدر . . .وذكر الحديث .
قالوا : حتى إذا دخل شوال من سنة ثنتي عشرة ضربوا كالحاج ، فنزلوا قرب
المدينة في شوال ، سنة خمس وثلاثين ، خرج أهل
مصر في أربعة رفاق على أربعة أمراء ، المقلل يقول : ستمائة ، والمكثر يقول : ألف ، وخرج أهل
الكوفة في أربعة رفاق ، وخرج أهل
البصرة في أربعة رفاق .
قالوا : فأما أهل
مصر فإنهم كانوا يشتهون عليا رضي الله عنه ، وأما أهل
البصرة فكانوا يشتهون طلحة ، وأما أهل الكوفة فإنهم كانوا يشتهون الزبير .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14179محمد بن الحسين رحمه الله :
وقد برأ الله عز وجل
nindex.php?page=showalam&ids=8علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة ، nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير رضي الله عنهم ، من هذه الفرق ، وإنما أظهروا ليموهوا على الناس وليوقعوا الفتنة بين الصحابة ، وقد أعاذ الله الكريم الصحابة من ذلك .
ثم عدنا إلى الحديث قالوا : فخرجوا وهم على الخروج جميعا في الناس شتى ، لا تشك كل فرقة إلا أن الفلج معها ، وإن أمرها سيتم دون الأخرى ، فخرجوا حتى إذا كانوا من
المدينة على ثلاث ، تقدم أناس من أهل
البصرة فنزلوا
ذا خشب ، وأناس من أهل
الكوفة فنزلوا
الأعوص ، وجاءهم ناس من أهل
مصر ،
[ ص: 1992 ] ونزل عامتهم
بذي المروة ، ومشى فيما بين أهل
مصر وأهل
البصرة زياد بن النضر وعبد الله بن الأصم وقالوا : لا تعجلوا ولا تعجلونا حتى ندخل لكم
المدينة ونرتاد ، فإنه قد بلغنا أنهم قد عسكروا لنا ، فوالله إن كان أهل
المدينة قد خافونا : استحلوا قتالنا ولم يعلموا علمنا لهم علينا إذا علموا علمنا أشد ، أن أمرنا هو الباطل ، وإن لم يستحلوا قتالنا ووجدنا الذي بلغنا باطلا لنرجعن إليكم الخبر .
قالوا : اذهبوا فدخل الرجلان فأتوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب nindex.php?page=showalam&ids=55وطلحة nindex.php?page=showalam&ids=15والزبير رضي الله عنهم ، وقالوا : إنما نؤم هذا البيت ونستعفي هذا الوالي من بعض عمالنا ، ما جئنا إلا لذلك ، واستأذنوهم للناس بالدخول ، فكلهم أبى ونهى ، فرجعا إليهم ، فاجتمع من أهل
مصر نفر فأتوا
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه ، ومن أهل
البصرة نفر فأتوا
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة رضي الله عنه ، ومن أهل
الكوفة نفر فأتوا
الزبير رضي الله عنه ، وقال كل فريق منهم : إن بايعنا صاحبنا وإلا كدناهم ، وفرقنا جماعتهم ، ثم كررنا حتى نبغتهم ، فأتى المصريون
nindex.php?page=showalam&ids=8عليا رضي الله عنه في عسكر عند أحجار
الزبير ، عليه حلة معتم شقيقة حمراء يمانية متقلدا بالسيف ليس عليه قميص ، وقد سرح
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن رضي الله عنه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه ، فيمن اجتمع إليه ،
فالحسن جالس عند
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي رضي الله عنه عند أحجار
الزبير ، فسلم عليه المصريون وعرضوا له ، فصاح بهم واطردهم ، وقال : لقد علم الصالحون أن جيش
ذي المروة ،
وذي خشب ، والأعوص ملعونون على لسان
محمد صلى الله عليه وسلم فارجعوا ، لا صحبكم الله .
قالوا : نعم ؛ فانصرفوا من عنده على ذلك .
[ ص: 1993 ]
وأتى البصريون
nindex.php?page=showalam&ids=55طلحة وهو في جماعة أخرى إلى جنب
nindex.php?page=showalam&ids=8علي ، وقد أرسل بنيه إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، فسلم البصريون عليه وعرضوا به ، فصاح بهم : واطردهم وقال : لقد علم المؤمنون أن جيش
ذي المروة ،
وذي خشب ، والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم .وأتى الكوفيون
الزبير وهو في جماعة أخرى ، وقد سرح عبد الله - يعني ابنه - إلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان ، فسلموا عليه وعرضوا له ، فصاح بهم ، وقال : لقد علم المسلمون أن جيش ذي
المروة وذي خشب والأعوص ملعونون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم .
فخرج القوم ، وأروهم أنهم يرجعون ، فانقشوا عن
ذي خشب والأعوص حتى انتهوا إلى عساكرهم ، وهي على ثلاث مراحل كي يتفرق أهل
المدينة ، فافترق أهل
المدينة لخروجهم ، فلما بلغ القوم عساكرهم كروا بهم فلم يفجأ أهل
المدينة إلا والتكبير في نواحي
المدينة ، فنزلوا في عساكرهم وأحاطوا
بعثمان رضي الله عنه ، فما فارقوا حتى قتلوه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14179محمد بن الحسين رحمه الله :
والقصص تطول كيف قتلوه ظلما ، وقد جهد الصحابة وأبناء الصحابة رضي الله عنهم أن لا يكون ما جرى عليه ، ولقد
nindex.php?page=treesubj&link=31292_33711قال هؤلاء النفر الأشقياء الذين ساروا إلى nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان رضي الله عنه فقتلوه ، لما نظروا إلى اجتهاد الصحابة وأمانيهم في ألا يقتل nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان قالوا لهم : لولا أن تكونوا حجة علينا لقتلناكم بعده . [ ص: 1994 ]
ذِكْرِ
nindex.php?page=treesubj&link=31292_33711مَسِيرِ الْجَيْشِ الَّذِينَ أَشْقَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَتْلِ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَعَاذَ اللَّهُ الْكَرِيمُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَتْلِهِ 1460 - حَدَّثَنَا
أَبُو بَكْرِ بْنُ سَيْفٍ السِّجِسْتَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا
شُعَيْبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
سَيْفُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ
أَبِي حَارِثَةَ ، وَالِي
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، وَمُحَمَّدٍ ،
وَطَلْحَةَ بْنِ الْأَعْلَمِ قَالُوا : وَكَتَبَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى النَّاسِ بِالَّذِي كَانَ ، وَبِكُلِّ مَا صَبَرَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ كِتَابًا :
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ؛ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، أَمَّا بَعْدُ ؛
فَإِنِّي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَنْعَمَ عَلَيْكُمْ ، وَعَلَّمَكُمُ الْإِسْلَامَ ، وَهَدَاكُمْ مِنَ الضَّلَالَةِ ، وَأَنْقَذَكُمْ مِنَ الْكُفْرِ ، وَأَرَاكُمْ مِنَ الْبَيِّنَاتِ ، وَنَصَرَكُمْ عَلَى الْأَعْدَاءِ ، وَوَسَّعَ عَلَيْكُمْ فِي الرِّزْقِ ، وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعْمَتَهُ ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=34وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ) . . .
[ ص: 1990 ]
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14179مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِالطَّاعَةِ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْفُرْقَةِ ، وَقَرَأَ عَلَيْهِمْ بِهِ كُلَّ آيَةٍ أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا بِالطَّاعَةِ ، وَنَهَاهُمْ عَنِ الْفُرْقَةِ .
وَكَتَبَ كِتَابًا آخَرَ :
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ ، وَكَرِهَ لَكُمُ الْمَعْصِيَةَ وَالْفُرْقَةَ وَالِاخْتِلَافَ ، وَقَدْ أَنْبَأَكُمْ فِعْلَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْكُمْ فِيهِ لِتَكُونَ لَهُ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ إِنْ عَصَيْتُمُوهُ ، فَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاحْذَرُوا عَذَابَهُ ، فَإِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا أُمَّةً هَلَكَتْ إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ تَخْتَلِفَ ، فَلَا يَكُونُ لَهَا إِمَامٌ يَجْمَعُهَا ، وَمَتَى مَا تَفْعَلُوا ذَلِكَ لَمْ تَقُمِ الصَّلَاةُ جَمِيعًا ، وَسَلَّطَ عَلَيْكُمْ عَدُوَّكُمْ ، وَيَسْتَحِلُّ بَعْضُكُمْ حُرَمَ بَعْضٍ ، وَمَتَى مَا تَفْعَلُوا ذَلِكَ تُفَرِّقُوا دِينَكُمْ ، وَتَكُونُوا شِيَعًا ، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=159إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) وَإِنِّي أُوصِيكُمْ بِمَا أَوْصَاكُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، وَأُحَذِّرُكُمْ عَذَابَهُ ، فَإِنَّ الْقُرْآنَ نَزَلَ يُعْتَبَرُ بِهِ ، وَيُنْتَهَى إِلَيْهِ ، أَوْ لَا تَرَوْنَ إِلَى
شُعَيْبَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ : لِقَوْمِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=89وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمِ نُوحٍ أَوْ قَوْمِ هُودٍ أَوْ قَوْمِ صَالِحٍ وَمَا قَوْمِ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ *
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=90وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ ) .
وَكَتَبَ بِكِتَابٍ آخَرَ :
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ أَقْوَامًا مِمَّنْ كَانَ يَقُولُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَظْهَرُوا لِلنَّاسِ إِنَّمَا
[ ص: 1991 ] يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالْحَقِّ ، وَلَا يُرِيدُونَ شَرًّا وَلَا مُنَازَعَةً فِيهَا ، فَلَمَّا عُرِضَ عَلَيْهِمُ الْحَقُّ إِذَا النَّاسُ فِي ذَلِكَ شَتَّى ، مِنْهُمْ آخِذٌ لِلْحَقِّ وَنَازَعَ عَنْهُ مَنْ يُعْطَاهُ ، وَمِنْهُمْ تَارِكٌ لِلْحَقِّ رَغْبَةً فِي الْأَمْرِ يُرِيدُونَ أَنْ يَبْتَزُّوهُ بِغَيْرِ الْحَقِّ ، وَقَدْ طَالَ عَلَيْهِمْ عُمْرِي ، وَزَادَ عَلَيْهِمْ أَمَلُهُمْ فِي الْأُمُورِ ، وَاسْتَعْجَلُوا الْقَدَرَ . . .وَذَكَرَ الْحَدِيثَ .
قَالُوا : حَتَّى إِذَا دَخَلَ شَوَّالٌ مِنْ سَنَةِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ ضَرَبُوا كَالْحَاجِّ ، فَنَزَلُوا قُرْبَ
الْمَدِينَةِ فِي شَوَّالٍ ، سَنَةَ خَمْسٍ وَثَلَاثِينَ ، خَرَجَ أَهْلُ
مِصْرَ فِي أَرْبَعَةِ رِفَاقٍ عَلَى أَرْبَعَةِ أُمَرَاءَ ، الْمُقْلِلُ يَقُولُ : سِتُّمِائَةٍ ، وَالْمُكْثِرُ يَقُولُ : أَلْفٌ ، وَخَرَجَ أَهْلُ
الْكُوفَةِ فِي أَرْبَعَةِ رِفَاقٍ ، وَخَرَجَ أَهْلُ
الْبَصْرَةِ فِي أَرْبَعَةِ رِفَاقٍ .
قَالُوا : فَأَمَّا أَهْلُ
مِصْرَ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَهُونَ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَأَمَّا أَهْلُ
الْبَصْرَةِ فَكَانُوا يَشْتَهُونَ طَلْحَةَ ، وَأَمَّا أَهْلُ الْكُوفَةِ فَإِنَّهُمْ كَانُوا يَشْتَهُونَ الزُّبَيْرَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14179مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَقَدْ بَرَّأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ ، nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، مِنْ هَذِهِ الْفِرَقِ ، وَإِنَّمَا أَظْهَرُوا لِيُمَوِّهُوا عَلَى النَّاسِ وَلْيُوقِعُوا الْفِتْنَةَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ ، وَقَدْ أَعَاذَ اللَّهُ الْكَرِيمُ الصَّحَابَةَ مِنْ ذَلِكَ .
ثُمَّ عُدْنَا إِلَى الْحَدِيثِ قَالُوا : فَخَرَجُوا وَهُمْ عَلَى الْخُرُوجِ جَمِيعًا فِي النَّاسِ شَتَّى ، لَا تَشُكُّ كُلُّ فِرْقَةٍ إِلَّا أَنَّ الْفَلْجَ مَعَهَا ، وَإِنَّ أَمْرَهَا سَيَتِمُّ دُونَ الْأُخْرَى ، فَخَرَجُوا حَتَّى إِذَا كَانُوا مِنَ
الْمَدِينَةِ عَلَى ثَلَاثٍ ، تَقَدَّمَ أُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ فَنَزَلُوا
ذَا خُشُبٍ ، وَأُنَاسٌ مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ فَنَزَلُوا
الْأَعْوَصَ ، وَجَاءَهُمْ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ
مِصْرَ ،
[ ص: 1992 ] وَنَزَلَ عَامَّتُهُمْ
بِذِي الْمَرْوَةِ ، وَمَشَى فِيمَا بَيْنَ أَهْلِ
مِصْرَ وَأَهْلِ
الْبَصْرَةِ زِيَادُ بْنُ النَّضْرِ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَصَمِّ وَقَالُوا : لَا تَعْجَلُوا وَلَا تَعْجَلُونَا حَتَّى نَدْخُلَ لَكُمُ
الْمَدِينَةَ وَنَرْتَادُ ، فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُمْ قَدْ عَسْكَرُوا لَنَا ، فَوَاللَّهِ إِنْ كَانَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ قَدْ خَافُونَا : اسْتَحَلُّوا قِتَالَنَا وَلَمْ يَعْلَمُوا عِلْمَنَا لَهُمْ عَلَيْنَا إِذَا عَلِمُوا عِلْمَنَا أَشَدُّ ، أَنَّ أَمْرَنَا هُوَ الْبَاطِلُ ، وَإِنْ لَمْ يَسْتَحِلُّوا قِتَالَنَا وَوَجَدْنَا الَّذِي بَلَغَنَا بَاطِلًا لَنَرْجِعَنَّ إِلَيْكُمُ الْخَبَرَ .
قَالُوا : اذْهَبُوا فَدَخَلَ الرَّجُلَانِ فَأَتَوْا أَزْوَاجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ nindex.php?page=showalam&ids=55وَطَلْحَةَ nindex.php?page=showalam&ids=15وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَقَالُوا : إِنَّمَا نَؤُمُّ هَذَا الْبَيْتَ وَنَسْتَعْفِي هَذَا الْوَالِيَ مِنْ بَعْضِ عُمَّالِنَا ، مَا جِئْنَا إِلَّا لِذَلِكَ ، وَاسْتَأْذَنُوهُمْ لِلنَّاسِ بِالدُّخُولِ ، فَكُلُّهُمْ أَبَى وَنَهَى ، فَرَجَعَا إِلَيْهِمْ ، فَاجْتَمَعَ مِنْ أَهْلِ
مِصْرَ نَفَرٌ فَأَتَوْا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمِنْ أَهْلِ
الْبَصْرَةِ نَفَرٌ فَأَتَوْا
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ نَفَرٌ فَأَتَوْا
الزُّبَيْرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَقَالَ كُلُّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ : إِنْ بَايَعْنَا صَاحِبَنَا وَإِلَّا كِدْنَاهُمْ ، وَفَرَّقْنَا جَمَاعَتَهُمْ ، ثُمَّ كَرَرْنَا حَتَّى نَبْغَتَهُمْ ، فَأَتَى الْمِصْرِيُّونَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي عَسْكَرٍ عِنْدَ أَحْجَارِ
الزُّبَيْرِ ، عَلَيْهِ حُلَّةٌ مُعَتَّمٌ شَقِيقَةٍ حَمْرَاءَ يَمَانِيَةٍ مُتَقَلِّدًا بِالسَّيْفِ لَيْسَ عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، وَقَدْ سَرَحَ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِيمَنِ اجْتَمَعَ إِلَيْهِ ،
فَالْحَسَنُ جَالِسٌ عِنْدَ
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عِنْدَ أَحْجَارِ
الزُّبَيْرِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ الْمِصْرِيُّونَ وَعَرَضُوا لَهُ ، فَصَاحَ بِهِمْ وَاطَّرَدَهُمْ ، وَقَالَ : لَقَدْ عَلِمَ الصَّالِحُونَ أَنَّ جَيْشَ
ذِي الْمَرْوَةِ ،
وَذِي خُشُبٍ ، وَالْأَعْوَصِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْجِعُوا ، لَا صَحِبَكُمُ اللَّهُ .
قَالُوا : نَعَمْ ؛ فَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدَهُ عَلَى ذَلِكَ .
[ ص: 1993 ]
وَأَتَى الْبَصْرِيُّونَ
nindex.php?page=showalam&ids=55طَلْحَةَ وَهُوَ فِي جَمَاعَةٍ أُخْرَى إِلَى جَنْبِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ ، وَقَدْ أَرْسَلَ بَنِيهِ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، فَسَلَّمَ الْبَصْرِيُّونَ عَلَيْهِ وَعَرَضُوا بِهِ ، فَصَاحَ بِهِمْ : وَاطَرَدَهُمْ وَقَالَ : لَقَدْ عَلِمَ الْمُؤْمِنُونَ أَنَّ جَيْشَ
ذِي الْمَرْوَةِ ،
وَذِي خُشُبٍ ، وَالْأَعْوَصِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .وَأَتَى الْكُوفِيُّونَ
الزُّبَيْرَ وَهُوَ فِي جَمَاعَةٍ أُخْرَى ، وَقَدْ سَرَّحَ عَبْدُ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَهُ - إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَعَرَضُوا لَهُ ، فَصَاحَ بِهِمْ ، وَقَالَ : لَقَدْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّ جَيْشَ ذِي
الْمَرْوَةِ وَذِي خُشُبٍ وَالْأَعْوَصِ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
فَخَرَجَ الْقَوْمُ ، وَأَرُوهُمْ أَنَّهُمْ يَرْجِعُونَ ، فَانْقَشُّوا عَنْ
ذِي خُشُبٍ وَالْأَعْوَصِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَى عَسَاكِرِهُمْ ، وَهِيَ عَلَى ثَلَاثِ مَرَاحِلَ كَيْ يَتَفَرَّقَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ ، فَافْتَرَقَ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ لِخُرُوجِهِمْ ، فَلَمَّا بَلَغَ الْقَوْمُ عَسَاكِرَهُمْ كَرُّوا بِهِمْ فَلَمْ يَفْجَأْ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ إِلَّا وَالتَّكْبِيرُ فِي نَوَاحِي
الْمَدِينَةِ ، فَنَزَلُوا فِي عَسَاكِرِهُمْ وَأَحَاطُوا
بِعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَمَا فَارَقُوا حَتَّى قَتَلُوهُ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14179مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَالْقَصَصُ تَطُولُ كَيْفَ قَتَلُوهُ ظُلْمًا ، وَقَدْ جَهَدَ الصَّحَابَةُ وَأَبْنَاءُ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَنْ لَا يَكُونَ مَا جَرَى عَلَيْهِ ، وَلَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=31292_33711قَالَ هَؤُلَاءِ النَّفْرُ الْأَشْقِيَاءُ الَّذِينَ سَارُوا إِلَى nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَتَلُوهُ ، لَمَّا نَظَرُوا إِلَى اجْتِهَادِ الصَّحَابَةِ وَأَمَانِيهِمْ فِي أَلَّا يُقْتَلَ nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانُ قَالُوا لَهُمْ : لَوْلَا أَنْ تَكُونُوا حُجَّةً عَلَيْنَا لَقَتَلْنَاكُمْ بَعْدَهُ . [ ص: 1994 ]