[ ص: 739 ] الجزء الخامس
[ ص: 740 ] قال محمد بن الحسين رحمه الله :
ويقال لمن خالف هذا المذهب الذي بيناه في
nindex.php?page=treesubj&link=30455_30452إثبات القدر من كتاب الله تعالى : اعلم يا شقي أنا لسنا أصحاب كلام ، والكلام على غير أصل لا تثبت به حجة ، وحجتنا كتاب الله تعالى ، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد ذكرنا ما حضرنا ذكره من كتاب الله تعالى ، وقد قال لنبيه عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) . فقد بين صلى الله عليه وسلم لأمته ما فرضه الله تعالى عليهم من أداء فرائضه واجتناب محارمه ، ولم يدعهم سدى لا يعلمون ، بل بين لهم شرائع دينهم ، فكان مما بينه لهم : إثبات القدر على نحو مما تقدم ذكرنا له .
وهي سنن كثيرة ، سنذكرها أبوابا ، لا تخفى عند العلماء قديما ولا حديثا ، ولا ينكرها عالم ، بل إذا نظر فيها العالم زادته إن شاء الله إيمانا وتصديقا ، وإذا نظر فيها الجاهل بالعلم ، أو بعض من قد سمع من قدري جاهل بكتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنن أصحابه ، ومن تبعهم بإحسان وسائر علماء المسلمين ، فإن أراد الله به خيرا ، كان سماعه لها سببا لرجوعه عن باطله ، وإن تكن الأخرى فأبعده الله وأسحقه .
[ ص: 741 ]
[ ص: 739 ] الْجُزْءُ الْخَامِسُ
[ ص: 740 ] قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ :
وَيُقَالُ لِمَنْ خَالَفَ هَذَا الْمَذْهَبَ الَّذِي بَيَّنَّاهُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30455_30452إِثْبَاتِ الْقَدَرِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى : اعْلَمْ يَا شَقِيُّ أَنَّا لَسْنَا أَصْحَابَ كَلَامٍ ، وَالْكَلَامُ عَلَى غَيْرِ أَصْلٍ لَا تَثْبُتُ بِهِ حُجَّةٌ ، وَحُجَّتُنَا كِتَابُ اللَّهِ تَعَالَى ، وَسُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا مَا حَضَرَنَا ذِكْرُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، وَقَدْ قَالَ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) . فَقَدْ بَيَّنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمَّتِهِ مَا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ مِنْ أَدَاءِ فَرَائِضِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ ، وَلَمْ يَدَعْهُمْ سُدًى لَا يَعْلَمُونَ ، بَلْ بَيَّنَ لَهُمْ شَرَائِعَ دِينِهِمْ ، فَكَانَ مِمَّا بَيَّنَهُ لَهُمْ : إِثْبَاتُ الْقَدَرِ عَلَى نَحْوٍ مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ .
وَهِيَ سُنَنٌ كَثِيرَةٌ ، سَنْذْكُرُهَا أَبْوَابًا ، لَا تَخْفَى عِنْدَ الْعُلَمَاءِ قَدِيمًا وَلَا حَدِيثًا ، وَلَا يُنْكِرُهَا عَالِمٌ ، بَلْ إِذَا نَظَرَ فِيهَا الْعَالِمُ زَادَتْهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا ، وَإِذَا نَظَرَ فِيهَا الْجَاهِلُ بِالْعِلْمِ ، أَوْ بَعْضُ مَنْ قَدْ سَمِعَ مِنْ قَدَرِيٍّ جَاهِلٍ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسُنَنِ أَصْحَابِهِ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ وَسَائِرِ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا ، كَانَ سَمَاعُهُ لَهَا سَبَبًا لِرُجُوعِهِ عَنْ بَاطِلِهِ ، وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ وَأَسْحَقَهُ .
[ ص: 741 ]