ذكر ما يبدأ به القاضي عند جلوس الخصوم عنده
وقال : إذا تقدم إلى القاضي الخصمان تركهما ليتكلم المدعي منهما، فإن جهلا ذلك فلا بأس أن يقول لهما: يتكلم المدعي منكما، فإذا ابتدأ المدعي ليتكلم فتكلم المدعى عليه قبل فراغ المدعي من كلامه، أسكته حتى ينفذ المدعي دعواه ويتكلم بحجته، يأمره بالسكوت، ويأمر الآخر بالكلام، ولا يدعهما يتكلمان معا، وحسن أن يقول لمن أطال [ ص: 520 ] منهما الكلام: أوجز . أبو بكر
روينا عن شريح أنه كان يقول للخصم إذا جلس بين يديه: أوجز، وبلغنا عن شريح أنه كان وكان إذا خرج إلى القضاء يقول: سيعلم الظالم حظ من نقص، إن الظالم ينتظر العقاب، وإن المظلوم ينتظر النصر. يقول: ويقدم الأول فالأول، لا يقدم رجلا جاء قبله غيره، وإذا قدم الرجل الذي جاء أولا وخصمه، وكان له خصوم فأرادوا أن يتقدموا معه، لم ينبغ له أن يستمع إلا منه ومن خصم واحد، فإذا فرغا أقامه، وجاء الذي بعده إلا أن يكون عنده كثير أخر ويكون آخر من يدعو . الشافعي