ذكر طلاق السكران
اختلف أهل العلم في طلاق السكران.
فقالت طائفة: لا يجوز طلاق السكران.
كذلك قال عثمان بن عفان، وعمر بن عبد العزيز، والقاسم بن محمد، وطاوس، وروي ذلك عن وعطاء، عكرمة، وجابر بن زيد، وروي ذلك عن وحميد بن عبد الرحمن، وهذا قول ابن عباس، ربيعة بن أبي عبد الرحمن، ويحيى الأنصاري، وعبيد الله بن الحسن، والليث بن سعد، وإسحاق، وأبي ثور، والمزني، وحكي ذلك عن عيسى، والبتي .
وقالت طائفة: طلاقه جائز.
كذلك قال عطاء، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، والنخعي، ومجاهد، والشعبي، وسعيد بن المسيب، وميمون بن مهران، والحكم، وبه قال مالك بن أنس، وسفيان الثوري، والأوزاعي، [ ص: 251 ] وابن شبرمة، والشافعي، وأبو عبيد، وسليمان بن حرب، والنعمان، وصاحباه، وكان أحمد يقف عن الجواب فيه، وقال: لا أقول فيه شيئا.
قال وقد احتج بعض من لا يرى طلاق السكران جائزا بأن المكره لما سقط طلاقه لارتفاع مراده وجب كذلك أن يسقط طلاق السكران؛ إذ لا مراد له، وليس في احتجاج من احتج بأن الصلاة تلزم السكران، ولا تلزم المجنون حجة لدفع ما قلناه؛ لأن الصلاة قد تلزم النائم ولا تلزم المجنون، ولو طلق رجل في حال نومه وطلق آخر في حال جنونه لم يقع طلاق واحد منهما. أبو بكر:
وفي قولهم: إن دليل على أن لا حكم لقوله، واحتجوا بحديث السكران إذا ارتد لم يستتب في سكره ولم يقتل، عثمان - رضي الله عنه - وقالوا: لا نعلم أحدا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفه، وقال بعضهم: وقد أجمع أهل العلم أن الزوجية تامة قبل أن يطلق في حال سكره.
ثم اختلفوا في فغير جائز أن يوقع طلاق باختلاف لا حجة مع من أوقعه. زوال النكاح إذا طلق في حال سكره،
واختلفوا في حد السكران، وكان يقول: السكر اختلاس العقل، وكان يقال: لا يجلد حتى يختلط عقله، فإن استقرئ [ ص: 252 ] وكلم فخلط في قراءته فتكلم بما لا يعرف جلد، فإن أقام القراءة وتكلم بما لا يعرف لم يجلد. سفيان الثوري
وقال : إذا تغير عقله عن حال صحته فهو سكران، وحكى أحمد بن حنبل أحمد عن أنه قال: السكران إذا تغير عن طباعه. مالك
وقال نحوا من هذا. إسحاق
وقد احتج بعضهم بالحديث الذي.
7713 - حدثناه قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا حجاج بن المنهال، حماد، عن عن عطاء بن السائب، عبد الله بن خبيب، أن صنع طعاما وشرابا فدعا نفرا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فأكلوا وشربوا حتى ثملوا فقدموا رجلا فصلى بهم المغرب، فقرأ: (قل يا أيها الكافرون * أعبد ما تعبدون * وأنتم عابدون ما أعبد * وأنا عابد ما عبدتم * وأنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين) عبد الرحمن بن عوف لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى ) فأنزل الله - عز وجل - ( .
وقال أصحاب الرأي: السكران الذي لا يعقل الرجل من المرأة، ولا السماء من الأرض.
قال الذي لا يعقل الرجل من المرأة يكون سكران، وقد يقع اسم السكران على من خلط في كلامه استدلالا بالآية. [ ص: 253 ] أبو بكر: