3395 - وقد روينا عن قال: سمرة بن جندب كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقرأ في العيدين بـ: سبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية " .
[ ص: 445 ] 3396 - وفي رواية أخرى في صلاة الجمعة.
3397 - وفي هذا دلالة على أن: سبح اسم ربك الأعلى، كان قد نزل قبل ذلك بزمان كثير.
3398 - وروينا في الحديث الطويل، في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قال: فما قدم يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم البراء بن عازب المدينة حتى قرأت سبح اسم ربك الأعلى في سورة من المفصل.
3399 - وروينا في حديث في قصة من خرج من صلاته حين افتتح سورة البقرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ بن جبل وكان هذا أيضا قبل مرضه بكثير. " أمره أن يقرأ: سبح اسم ربك الأعلى، ووالشمس وضحاها، ونحو ذلك "
3400 - وقد تحير صاحب هذه المقالة في خبر معاذ، وصار أمره إلى أن حمله في مسألة الفريضة خلف التطوع، على أن ذلك كان في وقت يصلي فيه الفريضة الواحدة في يوم واحد مرتين، وذلك في زعمه في أول الإسلام.
3401 - فنزول: سبح اسم ربك الأعلى عنده إذا في تلك المسألة: في أول الإسلام.
3402 - وفي هذه المسألة: في اليوم الذي توفي فيه، ليستقيم قوله في الموضعين.
3403 - وهذا شأن من يسوي الأخبار على مذهبه، ويجعل مذهبه أصلا، وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعا، والله المستعان .
[ ص: 446 ] 3404 - ومشهور فيما بين أهل التفسير، أن سورة: سبح اسم ربك الأعلى، وسورة الواقعة، والحاقة، اللتين فيهما ( فسبح باسم ربك العظيم ) ، نزلن بمكة.
3405 - وهو فيما رويناه عن الحسن البصري، وعكرمة، وغيرهما.
3406 - فكيف استجاز هذا الشيخ ادعاء نسخ ما ورد في حديث ؟ من قول النبي صلى الله عليه وسلم وأمره بالدعاء في السجود في مرض موته، بما نزل من قبله بدهر طويل بالتوهم، والله أعلم. ابن عباس