1 - أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ
أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الشافعي ، بقراءتي عليه
بدمشق، قال: أخبرنا
[ ص: 98 ] الشيخ الفقيه
أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي الخواري بقراءتي عليه
بنيسابور ، قال: أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي ، قراءة عليه سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة ، قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=14666محمد بن موسى بن الفضل، رحمه الله فيما قرأت عليه من كتب الإمام
أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي المطلبي رضي الله عنه [ ص: 99 ] في الأصول أن
أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف رحمه الله حدثهم قال: أخبرنا
أبو محمد الربيع بن سليمان المرادي رحمه الله قال: أخبرنا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي رحمه الله قال: الحمد لله على جميع نعمه بما هو أهله وكما ينبغي له، وأشهد أن لا إله
[ ص: 100 ] إلا الله وحده لا شريك له، وأن
محمدا عبده ورسوله بعثه بكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
2 - فهدى بكتابه ثم على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم من أنعم عليه
nindex.php?page=treesubj&link=27862_26502_28750وأقام الحجة على خلقه لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فقال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) .
3 - وقال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة ) .
4 -
nindex.php?page=treesubj&link=28750_28328وفرض عليهم اتباع ما أنزل إليهم وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم فقال تعالى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) .
5 - فاعلم أن معصيته في ترك أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يجعل لهم إلا اتباعه.
6 - ثم ساق الكلام إلى أن قال وقال لنبيه صلى الله عليه وسلم (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتبع ما أوحي إليك من ربك ) .
7 - وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=49وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) .
8 - وقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق )
9 - وقال: وليس يؤمر أحد أن يحكم بحق إلا وقد أعلم الحق، ولا يكون الحق معلوما إلا عن الله جل ثناؤه نصا أو دلالة.
[ ص: 101 ] 10 - وقد
nindex.php?page=treesubj&link=28750_28328جعل الله الحق في كتابه ثم سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فليست تنزل بأحد نازلة إلا والكتاب يدل عليها نصا أو جملة. 11 - فالنص ما حرم الله وأحل نصا، حرم الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات، ومن ذكر معهن في الآية، وأباح من سواهن.
12 - وحرم الميتة والدم ولحم الخنزير والفواحش ما ظهر منها وما بطن.
13 - وأمر بالوضوء فقال (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) .
14 - فكان مكتفيا بالتنزيل في هذا عن الاستدلال فيما نزل فيه مع أشباه له.
15 - قال: والجمل ما فرض الله من صلاة وزكاة وحج فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف الصلاة، وعددها، ووقتها، والعمل فيها، وكيف الزكاة وفي أي المال هي، وفي أي وقت هي، وكم قدرها، وبين كيف الحج، والعمل فيه وما يدخل به فيه وما يخرج به منه.
16 - فإن قيل: فهل يقال لهذا كما قيل للأول قبل عن الله تبارك وتعالى؟ قيل: نعم، قبل عن الله عز وجل بكلامه جملة، وقبل تفسيره عن الله بأن الله
nindex.php?page=treesubj&link=28750فرض طاعة نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) ، وقال: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80من يطع الرسول فقد أطاع الله ) . مع ما فرض من طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم.
[ ص: 102 ] 17 - فإن قيل: فهل سنة النبي صلى الله عليه وسلم بوحي؟ قيل: الله أعلم.
1 - أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ
أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيُّ ، بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ
بِدِمِشْقَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
[ ص: 98 ] الشَّيْخُ الْفَقِيهُ
أَبُو مُحَمَّدُ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ الْخَوَارِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ
بِنَيْسَابُورَ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْحَافِظُ
nindex.php?page=showalam&ids=13933أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الْبَيْهَقِيُّ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ ، قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=14666مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ الْفَضْلِ، رَحِمَهُ اللَّهُ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَيْهِ مِنْ كُتُبِ الْإِمَامِ
أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ الْمُطَّلِبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ [ ص: 99 ] فِي الْأُصُولِ أَنَّ
أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدَّثَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنَا
أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: أَخْبَرَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى جَمِيعِ نِعَمِهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ وَكَمَا يَنْبَغِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
[ ص: 100 ] إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ بَعَثَهُ بِكِتَابٍ عَزِيزٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ.
2 - فَهَدَى بِكِتَابِهِ ثُمَّ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ أَنْعَمَ عَلَيْهِ
nindex.php?page=treesubj&link=27862_26502_28750وَأَقَامَ الْحُجَّةَ عَلَى خَلْقِهِ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ فَقَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=44وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) .
3 - وَقَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=89وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً ) .
4 -
nindex.php?page=treesubj&link=28750_28328وَفَرَضَ عَلَيْهِمُ اتِّبَاعَ مَا أَنْزَلَ إِلَيْهِمْ وَسَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ فَقَالَ تَعَالَى: (
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=36وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهُ وَرَسُولُهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ) .
5 - فَاعْلَمْ أَنَّ مَعْصِيَتَهُ فِي تَرْكِ أَمْرِهِ وَأَمْرِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُمْ إِلَّا اتِّبَاعَهُ.
6 - ثُمَّ سَاقَ الْكَلَامَ إِلَى أَنْ قَالَ وَقَالَ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=106اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) .
7 - وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=49وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ ) .
8 - وَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=38&ayano=26يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ )
9 - وَقَالَ: وَلَيْسَ يُؤْمَرُ أَحَدٌ أَنْ يَحْكُمَ بِحَقٍّ إِلَّا وَقَدْ أُعْلِمَ الْحَقَّ، وَلَا يَكُونُ الْحَقُّ مَعْلُومًا إِلَّا عَنِ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ نَصًّا أَوْ دَلَالَةً.
[ ص: 101 ] 10 - وَقَدْ
nindex.php?page=treesubj&link=28750_28328جَعَلَ اللَّهُ الْحَقَّ فِي كِتَابِهِ ثُمَّ سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَيْسَتْ تَنْزِلُ بِأَحَدٍ نَازِلَةٌ إِلَّا وَالْكِتَابُ يَدُلُّ عَلَيْهَا نَصًّا أَوْ جُمْلَةً. 11 - فَالنَّصُّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَأَحَلَّ نَصًّا، حَرَّمَ الْأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ وَالْأَخَوَاتِ وَالْعَمَّاتِ وَالْخَالَاتِ، وَمَنْ ذَكَرَ مَعَهُنَّ فِي الْآيَةِ، وَأَبَاحَ مَنْ سِوَاهُنَّ.
12 - وَحَرَّمَ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَالْفَوَاحِشَ مَا ظَهْرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
13 - وَأَمَرَ بِالْوُضُوءِ فَقَالَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=6إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ ) .
14 - فَكَانَ مُكْتَفِيًا بِالتَّنْزِيلِ فِي هَذَا عَنِ الِاسْتِدْلَالِ فِيمَا نَزَلَ فِيهِ مَعَ أَشْبَاهٍ لَهُ.
15 - قَالَ: وَالْجُمَلُ مَا فَرَضَ اللَّهُ مِنْ صَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَحَجٍّ فَدَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ الصَّلَاةُ، وَعَدَدُهَا، وَوَقْتُهَا، وَالْعَمَلُ فِيهَا، وَكَيْفَ الزَّكَاةُ وَفِي أَيِّ الْمَالِ هِيَ، وَفِي أَيِّ وَقْتٍ هِيَ، وَكَمْ قَدْرُهَا، وَبَيَّنَ كَيْفَ الْحَجُّ، وَالْعَمَلُ فِيهِ وَمَا يَدْخُلُ بِهِ فِيهِ وَمَا يَخْرُجُ بِهِ مِنْهُ.
16 - فَإِنْ قِيلَ: فَهَلْ يُقَالُ لِهَذَا كَمَا قِيلَ لِلْأَوَّلِ قُبِلَ عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؟ قِيلَ: نَعَمْ، قُبِلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِكَلَامِهِ جُمْلَةً، وَقُبِلَ تَفْسِيرُهُ عَنِ اللَّهِ بِأَنَّ اللَّهَ
nindex.php?page=treesubj&link=28750فَرَضَ طَاعَةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=7وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وَقَالَ: (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=80مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) . مَعَ مَا فَرَضَ مِنْ طَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[ ص: 102 ] 17 - فَإِنْ قِيلَ: فَهَلْ سُنَّةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَحْيٍ؟ قِيلَ: اللَّهُ أَعْلَمُ.