13425 - وأزواجه أمهاتهم ) ، مثل ما وصفت من اتساع لسان العرب، وأن الكلمة الواحدة تجمع معاني مختلفة، ومما وصفت من أن الله أحكم كثيرا من فرائضه بوحيه، وسن شرائع، واختلافها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم وفي فعله. وقوله: (
13426 - فقوله: أمهاتهم يعني في معنى دون معنى، وذلك أنه لا يحل لهم نكاحهن بحال، ولا يحرم عليهم نكاح بنات لو كن لهن كما يحرم عليهم نكاح بنات أمهاتهم اللاتي ولدنهم أو أرضعنهم.
13427 - والدليل عليه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنته وهو أبو المؤمنين، وهي بنت فاطمة أم المؤمنين زوجها خديجة عليا .
13428 - وزوج رقية وأم كلثوم عثمان وهو بالمدينة .
13429 - وأن تزوجت. زينب بنت أم سلمة
13430 - وأن تزوج الزبير بن العوام بنت أبي بكر الصديق .
13431 - وأن طلحة تزوج ابنته الأخرى وهما أختا أم المؤمنين.
13432 - تزوج وعبد الرحمن بن عوف ، وهي أخت أم المؤمنين حمنة بنت جحش زينب [ ص: 13 ] .
13433 - ولا يرثن المؤمنين ولا يرثوهن كما يرثون أمهاتهم ويرثنهن، ويشبهن أن يكن أمهات لعظم الحق عليهم، مع تحريم نكاحهن.
13434 - ثم بسط الكلام في وقوع اسم الأم على غير الوالدات في بعض المعاني.
13435 - قال : فأما ما سوى ما وصفنا من أن للنبي صلى الله عليه وسلم من عدد النساء أكثر مما للناس، ومن اتهب بغير مهر، ومن أن أزواجه أمهاتهم لا يحللن لأحد بعده، وما في مثل معناه من الحكم بين الأزواج فيما يحل منهن ويحرم بالحادث. الشافعي
13436 - فلا نعلم حال الناس يخالف حال النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك.
13437 - فمن ذلك أنه كان يقسم لنسائه، فإذا أراد سفرا أقرع بينهن فأيتهن خرج سهمها خرج بها، فهذا لكل من له أزواج من الناس.
13438 - قال : أخبرني الشافعي أنه سمع محمد بن علي يحدث، عن ابن شهاب عبيد الله ، عن عائشة "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهمها خرج بها" .
13439 - قال : " ومن ذلك أنه أراد فراق الشافعي سودة ، فقالت: لا تفارقني ودعني، حتى يحشرني الله في أزواجك، وأنا أهب يومي وليلتي لأختي ". عائشة
[ ص: 14 ] 13440 - قال : " وقد فعلت الشافعي ابنة محمد بن مسلمة شبيها بهذا حين أراد زوجها طلاقها، ونزل فيها ذكر في ذلك: ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ) الآية، أخبرنا ، عن سفيان ، عن الزهري - يعني - بقصة ابن المسيب ابنة محمد بن مسلمة .
13441 - قال : أخبرنا الشافعي ، عن أنس بن عياض ، عن أبيه، عن هشام بن عروة ، زينب بنت أبي سلمة قالت: قلت: يا رسول الله، هل لك في أختي أم حبيبة بنت أبي سفيان ابنة أبي سفيان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأفعل ماذا؟" قالت: تنكحها قال: "أختك؟" قالت: نعم، قال: "أوتحبين ذلك؟" قالت: نعم، لست لك بمخلية، وأحب من شركني في خير أختي قال: "فإنها لا تحل لي"، فقلت: والله لقد أخبرت أنك تخطب ابنة أبي سلمة قال: " ابنة أم سلمة ؟" قالت: نعم، قال: "فوالله، لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي، إنها لابنة أخي من الرضاعة، أرضعتني، وأباها ثويبة ، فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن" [ ص: 15 ] أخبرناه عن أبو بكر بن الحسن ، قالا: حدثنا وأبو زكريا بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو العباس قال: أخبرنا الربيع قال: أخبرنا الشافعي ، فذكر هذا الحديث وهو مخرج في الصحيحين. أنس بن عياض
[ ص: 16 ]