باب صلاة الخسوف وإطالتها.
1135 - أخبرنا عبد الوهاب بن محمد الكسائي، أنا عبد العزيز بن أحمد الخلال، نا أبو العباس الأصم.
ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله الصالحي، ومحمد بن أحمد العارف، قالا: أخبرنا نا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري، أنا أبو العباس الأصم، ، أنا الربيع أنا الشافعي، عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، قيس بن أبي حازم، قال: انكسفت الشمس يوم مات أبي مسعود الأنصاري، إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الناس: انكسفت الشمس لموت إبراهيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد، ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك، فافزعوا إلى ذكر الله، وإلى الصلاة". عن
هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق، عن إسماعيل، وأخرجه عن مسلم، عن ابن أبي عمر، [ ص: 363 ] قوله: انكسفت الشمس، وكسفت بمعنى واحد، ورجل كاسف، أي: مهموم قد تغير لونه، يقال: كسف باله: إذا حدثته نفسه بالشر، ويقال: كسوف باله: أن يضيق عليه أمله. سفيان
وقوله: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله" معناه: أنهم في الجاهلية كانوا يزعمون أن كسوف الشمس والقمر يوجب حدوث تغيير في العالم، من موت وضرر، ونقص ونحوها، فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن ذلك باطل، وأن خسوفهما آيتان من آيات الله، ليعلموا أنهما خلقان مسخران ليس لهما سلطان في غيرهما، ولا قدرة على الدفع عن أنفسهما، وأمر عند كسوفها بالفزع إلى ذكر الله تعالى والصلاة، إبطالا لقول الجهال الذين يعبدونهما، ونفيا للفعل عنهما، وتحقيقا أن ذلك من الله. [ ص: 364 ] .
وقيل: إنما أمر بذلك؛ لأنهما من الآيات الدالة على قرب الساعة، كما قال الله عز وجل: ( فإذا برق البصر وخسف القمر ) وقد يكون ذلك آية يخوف بها الناس، ليفزعوا إلى التوبة والاستغفار، كما جاء في الحديث الآخر: "ولكن يخوف الله بها عباده"، قال الله سبحانه وتعالى: ( وما نرسل بالآيات إلا تخويفا ) .