116 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، نا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل، نا مكي بن إبراهيم، عن يزيد بن أبي عبيد، سلمة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "من يقل علي ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار". [ ص: 255 ] .
هذا حديث صحيح.
وسلمة هو سلمة بن عمرو بن الأكوع أبو مسلم، ويزيد بن أبي عبيد مولاه.
قوله: "فليتبوأ" أي: لينزل منزله من النار، وقوله سبحانه وتعالى: ( نتبوأ من الجنة حيث نشاء ) ، أي: نتخذه منزلا، وقوله تعالى: ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان ) ، أي: اتخذوها منزلا، وقوله عز وجل: ( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ) ، أي: أنزلناهم منزلا صالحا، والمبوأ: المنزل الملزوم.
قال الشيخ رحمه الله: اعلم أن أعظم أنواع الكذب بعد كذب الكافر على الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار".
ولذلك كره قوم من الصحابة والتابعين حتى إن من التابعين من كان يهاب رفع المرفوع، فيوقفه على الصحابي، ويقول: الكذب عليه أهون [ ص: 256 ] من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يسند الحديث حتى إذا بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال، ولم يقل: رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول: رفعه، ومنهم من يقول: رواية، ومنهم من يقول: يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك هيبة للحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخوفا من الوعيد. [ ص: 257 ] . إكثار الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من الزيادة والنقصان، والغلط فيه،