باب فضل الصيام.
قال الله سبحانه وتعالى: ( الحامدون السائحون ) ، و ( السائحون ) : هم الصائمون، وسمي الصائم سائحا، لأن الذي يسيح في الأرض متعبدا لا يكون له زاد، فحين يجد يطعم، فالصائم كذلك يمضي نهاره لا يطعم شيئا.
وقيل في قوله سبحانه وتعالى: ( واستعينوا بالصبر والصلاة ) ، أي: بالصوم، وسمي شهر رمضان شهر الصبر، وأصل الصبر الحبس، ومنه قوله سبحانه وتعالى: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) ، ففي الصوم حبس النفس عن المطاعم، وبعض اللذات.
1708 - أخبرنا أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي، نا محمد بن يوسف، نا محمد بن إسماعيل البخاري، نا سعيد بن أبي مريم، حدثني محمد بن مطرف، عن أبو حازم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سهل بن سعد، "في الجنة [ ص: 220 ] ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان، لا يدخله إلا الصائمون".
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن خالد بن مخلد القطواني، عن سليمان بن بلال، ورواه أبي حازم، عن هشام بن سعد، بإسناده، وقال: أبي حازم، "فمن كان من الصائمين دخله، ومن دخله، لم يظمأ أبدا".