باب بعرفة . الوقوف
قال الله سبحانه وتعالى: ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) .
1925 - أخبرنا ، أنا عبد الواحد بن أحمد المليحي ، أنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، نا محمد بن يوسف ، نا محمد بن إسماعيل ، نا علي بن عبد الله محمد بن خازم أبو معاوية ، نا عن أبيه، عن هشام، ، قالت: " عائشة قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام، أمر الله نبيه عليه السلام أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، وذلك قوله عز وجل: ( ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس ) ". كانت
هذا حديث متفق على صحته، أخرجه عن مسلم، ، عن يحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية [ ص: 150 ] هشام.
.
وقوله: "يسمون الحمس"، من الحماسة: وهي الشدة، سموا به لشدتهم وصلابتهم في دينهم، كانوا لا يخرجون من الحرم للوقوف، ويقولون: نحن قطين الله يعني سكان حرم الله، وعرفات خارج الحرم، فأمر الله المسلمين بعرفة .
قال الإمام: الوقوف بعرفة من أركان الحج، فمن فاته الوقوف في وقته، فقد فاته الحج، ووقته إذا زالت الشمس من يوم عرفة إلى أن يطلع الفجر من يوم النحر، فمن حصل من الحاج بعرفة فيما بين ذلك شيئا وإن قل، فقد أدرك الحج، وإلا فقد فاته الحج، وفي أي موضع منها وقف فيها، جاز، والاختيار قرب الإمام.