باب علامات النبوة
قال الله سبحانه وتعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ) .
قال : فقد أظهر الله رسوله على الأديان بأن أبان لكل من سمع أنه الحق، ومن خالفه من الأديان فهو باطل، وأظهره بأن جماع الشرك دينان: دين أهل الكتاب، ودين الأميين، فقهر رسول الله صلى الله عليه وسلم الأميين حتى دانوا بالإسلام طوعا وكرها، وقتل من أهل الكتاب وسبى حتى دان بعضهم بالإسلام، وأعطى بعض الجزية صاغرين، وجرى عليهم [ ص: 285 ] حكمه عليه السلام، فهذا ظهوره على الدين كله. الشافعي
قال: ويقال: ويظهر دينه على الأديان كلها حتى لا يدان الله إلا به، وذلك متى شاء الله.
قال الله سبحانه وتعالى: ( ولتعلمن نبأه بعد حين ) يعني نبأ محمد عليه السلام من عاش علمه لظهوره، وتمام أمره، كما قال الله سبحانه وتعالى: ( ليظهره على الدين كله ) ، ومن مات علمه يقينا.
وقال الله سبحانه وتعالى: ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) ، وقال الله سبحانه وتعالى: ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ) .
جعل الله القرآن دلالة على نبوته، أعجز الخلق عن الإتيان بمثله، أو سورة من مثله، وأبقاه في أمته إلى قيام الساعة، ليكون حجة على من جاء بعده ممن لم يره إلى يوم القيامة. [ ص: 286 ] .
3708 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن عبد الله الملقب بالصالحي، أنا أبو عمر بكر بن محمد المزني ، نا أبو بكر محمد بن عبد الله حفيد العباس بن حمزة ، نا أبو علي الحسين بن الفضل البجلي ، نا نا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، أنس، جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه، فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه وأعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه يعني ظئره، فقالوا: إن محمدا قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون ". أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه
قال فكنت أرى أثر المخيط في صدره، وربما قال أنس: حماد: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه آت.
هذا حديث صحيح، أخرجه عن مسلم، عن شيبان بن فروخ، حماد بن سلمة.
قوله: " منتقع اللون ".
يقال: انتقع لونه وامتقع وابتسر بمعنى واحد.
وقوله سبحانه وتعالى: ( ووجوه يومئذ باسرة ) .
أي: متكرهة مقطبة. [ ص: 287 ] .