240 - حدثنا ثنا حميد أنا مسلم بن إبراهيم ، أنا سلام بن مسكين ، عن ثابت البناني ، عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي هريرة ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة سرح لما دخل الزبير بن العوام وأبا عبيدة بن الجراح على الخيل ، وقال : " يا وخالد بن الوليد اهتف بالأنصار " ، فنادى : يا معشر الأنصار أجيبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال [ ص: 202 ] : فكأنما كانوا على ميعاد ، ثم قال لهم : اسلكوا هذا الطريق ، فلا يشرفن أحد ، إلا أنمتموه فنادى مناد : لا قريش بعد اليوم . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : من دخل دارا فهو آمن ، ومن ألقى السلاح فهو آمن . فلم يصب منهم يومئذ إلا أربعة ، وهزم الله المشركين ، فدخل الحرم ، وعمد صناديد قريش ، فدخلوا الكعبة ، فغص بهم البيت ، فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام ، ثم أخذ بجنبتي الباب ، فقال : " يا قريش ، ما تقولون وتظنون ؟ (قالوا) : نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : " وما تقولون وما تظنون ؟ " قالوا : نقول إنك أخ وابن عم حليم رحيم . قال : " ما تقولون وتظنون ؟ " قالوا : نقول : أخ وابن عم حليم رحيم . قال : " أقول كما قال أخي أبا هريرة ، يوسف : ( لا تثريب عليكم اليوم ، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ) " . قال : فخرجوا فبايعوه على الإسلام ، ثم خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يلي الصفا ، فحمد الله وأثنى عليه بنصره وعونه . قال : فبينا هو كذلك قالت الأنصار بعضها لبعض : أما الرجل فأخذته رأفة بقومه ، وأدركته الرغبة في قرابته . قال : وأنزل الله تعالى القرآن على نبيه - عليه السلام - بما قالت الأنصار . فقال : " يا معشر الأنصار ، وتقولون : أما الرجل ، فأخذته الرأفة بقومه وأدركته الرغبة في قرابته ، فمن أنا إذا ؟ كلا والله ، . قال : والله ما بقي منهم إنسان إلا بل نحره بدموع عينيه إني لرسول الله حقا . وإن المحيا لمحياكم ، وإن الممات لمماتكم " . قالوا : يا نبي الله بأبينا أنت وأمنا ، ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا وتدعنا فقال لهم : " أنتم صادقون عند الله وعند رسوله " [ ص: 203 ] .
241 - حدثنا قال قرأت على حميد فقد صحت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أنه افتتح أبي عبيد : مكة عنوة ، وأنه من على أهلها ، فردها عليهم ولم يقسمها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولم يجعلها فيئا . فرأى بعض الناس أن هذا الفعل جائز للأئمة بعده .
ولا نرى مكة يشبهها شيء من البلاد من جهتين :
إحداهما : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان الله تعالى قد خصه من الأنفال والغنائم ، بما لم يجعله لغيره فنرى هذا كان خالصا له .
والجهة الأخرى : أنه قد سن بمكة سننا ، لم يسنها لشيء من سائر البلاد .
وذكر حديث عائشة .