255 - حدثنا أنا حميد أنا أبو نعيم ، عن إسرائيل ، ثوير ، قال : سمعت يقول : مجاهدا ، الحرم كله المسجد .
قال أبو عبيد : مكة هذه سنتها ، أنها مناخ لمن سبق ، وأنها لا تباع رباعها ، ولا يطيب كراء بيوتها ، وأنها مسجد لجماعة الناس ، فكيف تكون هذه غنيمة ، فتقسم بين قوم يحوزونها دون الناس ، أو تكون فيئا تصير أرض خراج ، وهي أرض من أرض العرب الأميين الذين كان الحكم عليهم الإسلام أو القتل ، فإذا أسلموا كانت أرضهم أرض عشر ، ولا تكون خراجا أبدا ؟ فإذا كانت
فليست مكة تشبه شيئا من البلاد ، لما خصت به . فلا حجة لمن زعم أن الحكم عليها حكم غيرها . وليست تخلو بلاد العنوة ، سوى مكة من أن تكون غنيمة ، كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر أو فيئا ، كما فعل بالسواد وغيره من أرض عمر الشام ومصر . [ ص: 209 ]