391 - ثنا أبو عمير ، ثنا ضمرة ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني ، عن عمرو بن عبد الله الحضرمي ، عن قال : أبي أمامة الباهلي ، خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، فكان أكثر خطبته ما يحدثنا عن الدجال ويحذرناه ، فكان من قوله : " أيها الناس إنه لم تكن فتنة على الأرض أعظم من فتنة الدجال ، وإن الله لم يبعث نبيا إلا حذره أمته ، وأنا آخر الأنبياء وأنتم آخر الأمم ، وهو خارج فيكم لا محالة . فإن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيج كل مسلم . وإن يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه ، والله خليفتي على كل مسلم . وإنه يخرج من [ ص: 172 ] قلة بين الشام والعراق فيعيث يمينا ويعيث شمالا ، فيا عباد الله ، اثبتوا فإنه يبدأ فيقول : أنا نبي ، ولا نبي بعدي . ثم يثني فيقول : أنا ربكم . ولن تروا ربكم حتى تموتوا . وإنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور . وإنه مكتوب بين عينيه : كافر ، يقرؤه كل مؤمن . فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه . وإن من فتنته أن معه جنة ونارا ، فناره جنة وجنته نار ، فمن ابتلي بناره فليقرأ خواتيم سورة الكهف وليستعذ بالله تكن عليه بردا وسلاما ، كما كانت النار على إبراهيم . وإن من فتنته أن معه شياطين كذا تتمثل على صورة الناس ، فيأتي الأعرابي فيقول : أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك ، أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فتمثل شياطينه على صورة أبيه وأمه فيقولان له : يا بني ، اتبعه ؛ فإنه ربك . وإن من فتنته أن يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ، ولن يقدر لها بعد ذلك ، ولا يصنع ذلك بنفس غيرها ، ويقول : انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه الآن فيزعم أن له ربا غيري ، فيبعثه فيقول : من ربك ؟ فيقول : ربي الله ، وأنت الدجال عدو الله . وإن من فتنته أن يقول للأعرابي : أرأيت إن بعثت لك أباك ، أتشهد أني ربك ؟ فيقول : نعم . فيمثل له شياطينه على صورة أبيه . وإن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ، فيمر بالحي من العرب فيكذبونه ، فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت . ويمر بالحي من العرب فيصدقونه ، ويأمر السماء أن تمطر فتمطر ، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت ، فتروح إليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنه ، وأمده خواصر ، وأدره ضروعا . وإن أيامه أربعون يوما : يوما كالسنة ، ويوما دون ذلك ، ويوما كالشهر ، ويوما دون ذلك ، ويوما كالجمعة ، ويوما دون ذلك ، ويوما كالأيام ، وسائر أيامه كالشررة في الجريدة " [ ص: 173 ] سمعت يقول : ليس على أهل القدر حديث أشد من حديث الدجال - وأحسبه ذكره عن بعض المتقدمين - يقول : لأن الله تعالى أراد ذلك وشاءه ، ولو لم يرده ويشأه لم يكن خلقه ، ولو شاء لم يخلقه ، ثم أمر الأسباب التي أرادها الله فأجابته وسخرها له ، ولو لم يرد ذلك ما كانت ، وغير جائز أن يكون الله تعالى خلق خلقا فيريد ذلك الخلق أمرا ، والله غير مريد له ولا شاءه ، فيكون ما أراد ذلك الخلق الضعيف في هيئة المعدوم بعد وجوده الذي الله المشيء له والمعدم له . عبيد الله بن معاذ العنبري ،