فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) تأويل قوله تعالى : (
قال الله جل ثناؤه : ( فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق ) فلم يبين لنا - عز وجل - في هذه الآية عددا من الغسل ، وبينه لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم .
18 - فحدثنا الحسين بن نصر المعارك البغدادي ، قال : حدثنا قال : حدثنا محمد بن يوسف الفريابي ، قال : حدثنا زائدة بن قدامة ، علقمة بن خالد ، أو خالد بن علقمة ، عن عبد خير ، علي - رضي الله عنه - " أنه توضأ ثلاثا ثلاثا ، ثم قال : هذا طهور رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . عن
19 - حدثنا قال : حدثنا الحسين بن نصر ، قال : حدثنا الفريابي ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبو إسحاق ، أبي حية الوادعي ، عن علي ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله .
20 - حدثنا قال : حدثنا ابن أبي داود ، قال : أخبرنا علي بن الجعد ، عن ابن ثوبان ، عبدة بن أبي لبابة ، عن قال : رأيت شقيق ، عليا ، وعثمان - رضي الله عنه - ما وقالا : هكذا كان يتوضأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " . توضئا ثلاثا ثلاثا ،
21 - حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، عن أبو عاصم ، عن سفيان الثوري ، يزيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن قال : " ابن عباس ، ألا أنبئكم بوضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة مرة ؟ أو قال : توضأ مرة مرة .
22 - حدثنا محمد بن خزيمة ، قالا : حدثنا وابن أبي داود ، [ ص: 75 ] قال : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، عن عبد العزيز بن محمد ، عمرو بن أبي عمرو ، عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن جده ، قال : " رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ ثلاثا ثلاثا ، ورأيته غسل مرة مرة " . عن
23 - حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل ، ويونس ، وأحمد بن عبد الرحمن ، قالوا : حدثنا قال : حدثني ابن وهب ، مالك ، عمرو بن يحيى المازني ، عن أبيه ، أنه قال لعبد الله بن زيد بن عاصم ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو جد عمرو بن يحيى : هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ؟ قال عبد الله بن زيد : نعم ، " فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى فغسل يده مرتين ، ثم تمضمض واستنشق ثلاثا ، ثم غسل وجهه ثلاثا ، ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ، ثم مسح رأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي منه بدأ ، ثم غسل رجليه " . عن
ففي هذه الأحاديث المروية عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وضوءه للصلاة مرة مرة ، ووضوءه للصلاة مرتين مرتين ، ووضوءه للصلاة ثلاثا ثلاثا . فدل ذلك على المفترض في الآية التي تلوناها الوضوء ، وأن العدد الذي في هذه الآثار على الإباحة ، فمن شاء توضأ مرة مرة ، ومن شاء توضأ مرتين مرتين ، ومن شاء توضأ ثلاثا ثلاثا .
وهذا قول أهل العلم جميعا ، لا نعلم بينهم في ذلك اختلافا .
وفي هذا الباب من الآثار ما هو أكثر مما روينا ، منها ما جرى به ، منها ما قد أتينا به منها في هذا الباب [ ص: 76 ] [ ص: 77 ] .