967 - 14 حدثنا حدثنا الوليد بن أبان ، قال : وقرأت على يعقوب بن سفيان ، يحيى بن عبدك ، حدثنا المقرئ ، حدثنا قال : حدثني عبد الرحمن بن زياد ، سعد بن مسعود ، عن شيخين ، من شيوخ تجيب ، قالا : كنا بالإسكندرية ، فقلنا : لو انطلقنا إلى فتحدثنا عنده ، فانطلقنا ، فوجدناه جالسا في ظل داره ، فأخبرنا الخبر ، فقال : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أنا عبد لا أعلم إلا ما علمني ربي " ، ثم قال : " اذهب ، فمن وجدت بالباب من أصحابي فأدخلهم " ، فلما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال لهم : " إن شئتم ، أخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه ، قبل أن تكلموا ، وإن شئتم تكلمتم ، فأخبرتكم بما جئتم تسألوني عنه " ، قالوا : بل أخبرنا . قال : " عقبة بن عامر ، ذي القرنين ، فسوف أخبركم كما تجدونه مكتوبا في كتبكم ، إن أول أمره كان غلاما من الروم ، أعطي ملكا ، فسار حتى أتى أرض جئتم تسألوني عن مصر ، فابتنى عندها مدينة يقال لها " الإسكندرية " ، فلما فرغ من بنائها أتاه ملك ، فعرج به ، فقال : انظر ما تحتك ، فقال : أرى مدينتي ، وأرى معهما مدائن ، ثم عرج به ، فقال : انظر ما ترى ؟ فقال : أرى مدينتي ، قد اختلطت بالمدائن ، ثم زاد ، فقال : انظر ما ترى ؟ قال : أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها ، فقال له الملك : لك [ ص: 1469 ] تلك الأرض كلها ، وهذا السواد الذي ترى محيطا بنا البحر ، وإنما أراد الله - تبارك وتعالى - أن يريك الأرض ، وقد جعل لك سلطانا فيها ، فسر في الأرض ، فعلم الجاهل وثبت العالم ، فسار حتى بلغ مغرب الشمس ، ثم سار حتى بلغ مطلع الشمس ، ثم أتى السدين ، وهما جبلان لينان يزلق عليهما كل شيء ، فبنى السد ، ثم سار فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قوما وجوههم كوجوه الكلاب ، ثم قطعهم ، فوجد أمة من الفراش ، يقاتلون القوم القصار ، ثم قطعها ، فوجد أمة من الحيات تلتقم الحية منها الصخرة العظيمة ، ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض ، " فقالوا : إنا نشهد أن أمره كان هكذا " . [ ص: 1470 ]