437 - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الشيرجي الخصيب ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحجاج المروذي ، قال : قال لي أبو عبد الله : بين يديه ، يعني : الرأس " مكثت ثلاثة أيام يناظرونني " . قلت : فكان يدخل إليك بالطعام ؟ قال : " لا " . قلت : فكنت تأكل شيئا ؟ قال : " مكثت يومين لا أطعم ، ومكثت يومين لا أشرب ، ومكثت ثلاثة أيام يناظرونني وقد جمعوا علي نحوا من خمسين بصريا وغير ذلك يعني من المناظرين ، وفيهم أبا إسحاق ، الشافعي الأعمى " ، فقلت له : كلهم يناظرونك بالليل ؟ قال : " نعم كل ليلة ، وكان فيهم الغلام غسان ، يعني قاضي الكوفة ، وقال : إنما كان الأمر أمر ابن أبي دؤاد ، قلت له : كانوا كلهم يكلمونك ؟ قال : " نعم ، هذا يتكلم من [ ص: 260 ] هاهنا ، وهذا يحتج من هاهنا ، وهذا يتأول على آية وعجيف عن يمينه ، وإسحاق عن يساره قائم ، ونحن بين يديه - يعني : فسألني غير مرة ، فقلت : أوجدني في كتاب أو سنة ، فقال لي أبا إسحاق - إسحاق ، وعجيف : وأنت لا تقول إلا ما كان في كتاب أو سنة ؟
قلت لهم : ناظروني في الفقه أو في العلم .
فقال عجيف : أنت وحدك تريد أن تغلب هؤلاء الخلق كلهم ، ولزني بقائمة سيفه ، وأشار إلى عنقه يريني بيده هكذا ، ثم قال أبو عبد الله وأنت لا تقول إلا ما كان في كتاب أو سنة ، ولكزني بقائمة سيفه ، وأومأ إسحاق بن إبراهيم : إلى حلقه ، قلت : فكان أبو عبد الله يتكلم ؟ قال : " لا ، إلا ساكت ، إنما كان الأمر أمر أبو إسحاق ابن أبي دؤاد .
ثم قال " لم يكن فيهم أحد أرق علي من أبو عبد الله : مع أنه لم يكن فيهم رشيد " . أبي إسحاق
قال : وسمعت يقول : " لما قلت : لا أتكلم إلا ما كان في كتاب أو سنة احتج أبا عبد الله الأعمى الشافعي بحديث " خلق الله الذكر " . قال : فقلت له : هذا خطأ رواه عمران بن حصين ، الثوري وإنما وهم فيه وأبو معاوية ، محمد بن [ ص: 261 ] عبيد ، وقد نهيته أن يحدث به . قال : فقال أراه فقيها . أبو إسحاق :