باب مناظرة رجل آخر بحضرة المعتصم .
455 - قال الشيخ : ووجدت في كتاب هذا الشيخ أيضا :
حدثنا أبو الحسن علي بن يحيى بن عيسى ، قال : سمعت زرقان بن محمد ، يقول : سمعت يقول : لما جيء أبا داود السجستاني ، بعبد الله بن عبد الله الخراساني وأحضر للمحنة محبوس ، وأحمد بن حنبل الخراساني : هذا الذي تدعوني إليه أعرضوه علي ، قال : تقول : القرآن مخلوق ؟ .
قال : هذا الذي تدعون إليه علمه الله ورسوله وجميع المؤمنين ؟ قالوا : نعم . قال : فوسعهم السكوت عنه ؟ فأطرق المعتصم مليا ، ثم رفع رأسه ، فقال : نعم .
قال : فما وسعكم ما وسع القوم ؟ قال : فقال قال : المعتصم : أخلوا لي بيتا ، فأخلي له بيت ، فطرح نفسه فيه على قفاه ورفع رجليه مع الحائط ، وهو يقول : علمه الله وعلمه رسوله والمؤمنون ، ووسعهم السكوت عنه وسعنا ما وسع القوم ، صدق الخراساني ، ما زال يقول ذلك ويردده يومه وليلته ، لا يجد فيه حجة ، فلما كان من الغد أمر بإحضار الجماعة ثم جلس على كرسيه وأحضر القوم ، فبدأ الخراساني فأسكتهم وقطع حجتهم ، فقال المعتصم : خلوا عن الخراساني ، فقال ابن أبي دؤاد : يا أمير المؤمنين! إن هذا متى يخرج على هذه السبيل يفتن العامة ويقول : غلبت أمير المؤمنين وغلبت قضاته وشيوخه وعلماءه ، وقهرته وأدحضت حجته ، فقال : صدقت يا أحمد! [ ص: 283 ] .
ثم قال : جروا برجله ، فجروا برجله على وجهه إلى البيت الذي فيه فتعلقت الرزة بغلصمته ، فقال : اجذبوه فجذبوه فانقطع رأسه ، قال أحمد بن حنبل ، فسمعت اللسان يقول في الرأس : غير مخلوق ثلاث مرات ، ثم سكت . أحمد بن حنبل :
قال أحمد : فكان ذلك مما بصرني في أمري ، وشجع به قلبي " . [ ص: 284 ]