الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                [ ص: 178 ] الوصف المعتاد معتبر في الغائب لا في العين

                التالي السابق


                ( 69 ) قوله : الوصف المعتاد يعتبر في الغائب لا في العين أي الحاضر ; لأن المراد بالوصف التعريف ، والإشارة في المعين أبلغ من الوصف في التعريف ; لأنها تقطع الاشتراك والوصف ولأن تعريفها من جهتين من جهة العين ومن القلب وتعريف [ ص: 179 ] الوصف من جهة القلب لا غير أما الغائب فلا يعرف إلا بوصفه فلذلك اعتبر فيه ، وهذا إذا كان الوصف للتعريف فقط وهو المراد بقول المصنف رحمه الله : الوصف المعتاد وهو أن لا يكون داعيا إلى اليمين ولا شرطا ، أما إذا كان داعيا أو شرطا فإنه يعتبر في الحاضر أيضا ; لأنه إنما يسقط اعتباره مع الإشارة من جهة التعريف ، فإذا كان داعيا إلى اليمين أفاد شيئا آخر زيادة عن التعريف وهو تقيد اليمين به كما لو حلف لا يأكل هذا الرطب فأكله بعدما صار تمرا لا يحنث ; لأن وصف الرطوبة داع إلى اليمين فإنه ربما ضره أكل الرطب دون التمر . وكذا إذا كان الوصف شرطا كقوله : إذا دخلت الدار راكبة فأنت طالق ، فإنه يعتبر لما عرف أن الشرط لا يؤتى به للتعريف بل لتعليق الشرط به




                الخدمات العلمية