الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                معلومات الكتاب

                الأشباه والنظائر على مذاهب أبي حنيفة النعمان

                ابن نجيم - زين الدين بن إبراهيم بن محمد

                صفحة جزء
                ومن الأدلة الدالة على مشروعية الدواء :

                43 - التحرز في أيام الوباء من أمور أوصى بها حذاق الأطباء .

                44 - مثل إخراج الرطوبات الفصيلة وتقليل الغذاء وترك الرياضة والمكث في الحمام وملازمة السكون والدعة وأن لا يكثر من استنشاق الهواء الذي هو عفن . وصرح الرئيس أبو علي بن سينا بأن .

                45 - أول شيء يبدأ به في علاج الطاعون الشرط إن أمكن ، فيسيل ما فيه ولا يترك حتى يجمد فتزداد سميته ; فإن احتيج إلى [ ص: 139 ] مصه بالمحجمة فليفعل بلطف ، وقال أيضا : يعالج الطاعون بما يقبض ويبرد وبإسفنجة مغموسة في خل أو ماء أو دهن ورد أو دهن تفاح أو دهن آس ، ويعالج بالاستفراغ بالقصد بما يحتمله الوقت ، أو يؤجر ما يخرج الخلط ثم يقبل على القلب بالحفظ والتقوية بالمبردات والمعطرات ، ويجعل على القلب من أدوية أصحاب الخفقان الجائر . قلت : وقد أغفل الأطباء في عصرنا وما قبله هذا التدبير ، فوقع التفريط الشديد من تواطئهم على عدم التعرض لصاحب الطاعون بإخراج الدم حتى شاع ذلك فيهم وذاع بحيث صار عامتهم تعتقد تحريم ذلك وهذا النقل عن رئيسهم يخالف ما اعتمدوه والعقل يواقفه كما تقدم أن الطعن يثير الدم الكائن فيهيج في البدن فيصل إلى مكان منه ثم يصل أثر ضرره إلى القلب فيقتل ، ولذلك قال ابن سينا لما ذكر العلاج بالشرط والقصد إنه واجب . انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله

                التالي السابق


                ( 43 ) قوله : التحرز إلخ نائب فاعل تستنبط .

                ( 44 ) قوله : مثل إخراج الرطوبات الفصيلة إلخ أقول : ليس هذا وما عطف عليه بما أوصى الأطباء بالتحرز منه بل مما أمروا به .

                ( 45 ) قوله : أول شيء يبدأ به في علاج الطاعون الشرط إلخ أقول : قال [ ص: 139 ] العلامة ابن القيم في كتابه الهدي : هذه القروح والأورام والجراحات هي آثار الطاعون وليست نفسه ولكن لما لم تدرك منه الأطباء إلا الأثر الظاهر جعلوه نفس الطاعون والطاعون يعبر عن ثلاثة أمور : أحدها هذا الأثر الظاهر وهذا الذي ذكره الأطباء ، والثاني الموت الحادث عنه وهو المراد بالحديث الصحيح في قوله " { الطاعون شهادة لكل مسلم } " ، الثالث السبب الفاعل لهذا الداء وقد ورد في الحديث الصحيح : أنه بقية رجز أرسل على بني إسرائيل . وورد فيه أنه وخز الجن . وجاء أنه دعوى نبي ( انتهى ) . فليراجع فثم فوائد هي في الحقيقة فوائد والشرط بضم المعجمة كما في تحفة الراغبين




                الخدمات العلمية