241 - حدثنا حبيب بن الحسن قال حدثنا محمد بن يحيى بن سليمان قال ثنا أحمد بن محمد بن أيوب قال ثنا عن إبراهيم بن سعد قال : قال صالح بن كيسان أخبرني ابن شهاب أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره : ابن عباس كسرى ، فلما قرأه مزقه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتابه إلى . قال : فحسبت أن ابن شهاب قال : دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق . ابن المسيب
قال وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم محمد بن إسحاق عبد الله بن حذافة بن [ ص: 349 ] قيس بن عدي بن سعد بن سهم إلى كسرى بن هرمز ملك فارس وكتب معه : محمد رسول الله النبي الأمي إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، أدعوك بدعاية الله . فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ، فأسلم تسلم ، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك) .
فلما قرئ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شققه وقال : يكتب إلي بهذا الكتاب وهو عبدي . (بسم الله الرحمن الرحيم من
قال : فبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مزق ملكه ، حين بلغه أنه شق كتابه . محمد بن إسحاق
ثم كتب كسرى إلى باذان وهو على اليمن : ابعث إلى هذا الرجل الذي بالحجاز من عندك رجلين جلدين فليأتياني به ، فبعث باذان قهرمانه وهو أبابوه وكان كاتبا حاسبا بكتاب ملك فارس ، وبعث معه برجل من الفرس خرخسرو وكتب معهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن ينصرف معه إلى كسرى وقال لأبابوه : ويلك ، انظر ما الرجل ، وكلمه وائتني بخبره ، فخرجا حتى قدما الطائف ، فوجدوا رجالا بندب من قريش من أرض الطائف فسألوهم عنه ، فقالوا : هو بالمدينة واستبشروا بهما وفرحوا ، وقال بعضهم لبعض : أبشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك وكفيتم [ ص: 350 ] الرجل ، فخرجا حتى قدما إلى المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلمه أبابوه وقال : إن شاهان شاه ملك الملوك كسرى كتب إلى الملك باذان يأمره أن يبعث إليك من يأتيه بك ، وقد بعثني إليك لتنطلق معي ، فإن فعلت كتب فيك إلى ملك الملوك بكتاب ينفعك ويكف به عنك ، وإن أبيت فهو من قد علمت ، وهو مهلكك ومهلك قومك ومخرب بلادك ، وقد دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد حلقا لحاهما ، وأعفيا شواربهما ، فكره النظر إليهما ، وقال : ويلكما من أمركما بهذا ؟ قالا : أمرنا بهذا ربنا - يعنيان كسرى - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي ، وقص شاربي ، ثم قال لهما : ارجعا حتى تأتياني غدا ، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر أن الله عز وجل قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله في شهر كذا وكذا في ليلة كذا وكذا ، لعدة ما مضى من الليل ، فلما أعلمهما الرسول بذلك ، قالا : هل تدري ما تقول ؟ فقد نقمنا منك ما هو يسير أيسر من هذا ، فنكتب بهذا عنك ونخبر الملك ؟ قال : نعم أخبراه ذلك عني ، وقولا له : إن ديني وسلطاني سيبلغ ما بلغ ملك كسرى ، وينتهي إلى منتهى الخف والحافر ، وقولا له : إنك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يديك ، وملكتك على قومك من الأبناء ، ثم أعطى خرخسرو منطقة فيها ذهب وفضة كان أهداها له بعض الملوك ، فخرجا من عنده حتى قدما على باذان ، وأخبراه الخبر ، فقال : والله ما هذا بكلام ملك ، وإني لأرى هذا الرجل نبيا كما يقول ، ولننظرن ما قد قال ، فلئن كان ما قال حقا ، ما فيه كلام أنه لنبي مرسل ، وإن لم يكن فسنرى فيه رأينا ، فلم ينشب باذان إذ قدم عليه كتاب شيرويه : [ ص: 351 ] (أما بعد ، فإني قد قتلت كسرى ولم أقتله إلا غضبا لفارس لما كان قد استحل من قتل أشرافهم ، وتجمير بعوثهم ، فإذا جاءك كتابي هذا فخذ لي الطاعة ممن قبلك ، وانظر الرجل الذي كتب إليك كسرى فيه فلا تهيجه حتى يأتيك أمري) .
فلما انتهى كتاب شيرويه إلى باذان قال : إن هذا الرجل لرسول ، فأسلم وأسلمت الأبناء من فارس من كان منهم باليمن ، فكانت حمير تقول : لخرخسرو ذو المعجزة - المنطقة التي أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والمنطقة بلسان حمير : المعجزة - فبنوه اليوم ينسبون إليها ، خرخسرو ذو المعجزة .
وقد كان قال أبابوه لباذان : ما كلمت رجلا أهيب عندي منه ، فقال له باذان هل معه شرط ؟ قال : لا .