329 - حدثنا إملاء وقراءة قال ثنا سليمان بن أحمد ثنا علي بن عبد العزيز قال ثنا أبو نعيم قال ثنا عمر بن ذر مجاهد رضي الله عنه كان يقول : والذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد على كبدي من الجوع ، وإن كنت لأشد على بطني الحجر من الجوع ، ولقد قعدت يوما على طريقهم [ ص: 423 ] الذي يخرجون منه ، فمر بي أبا هريرة فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ، ما سألته إلا ليستتبعني ، فمر ولم يفعل ، ثم مر بي أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله تعالى ، وما سألته إلا ليستتبعني ، فمر لم يفعل ، ثم مر بي عمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فتبسم وعرف ما في نفسي وما في وجهي ، ثم قال : يا ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : " الحق " ثم مضى ، واتبعته فدخل ، واستأذنت فأذن لي فدخلت ، فوجد لبنا في قدح ، فقال : من أين هذا اللبن ؟ قالوا أهداه لك فلان أو فلانة ، فقال : أبا هريرة أبا هر فقلت : لبيك يا رسول الله ، قال : الحق إلى أهل الصفة فادعهم ، قال وأهل الصفة أضياف الإسلام ، لا يأوون إلى أهل ولا مال ، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئا ، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها ، فساءني ذلك ، فقلت : وما هذا اللبن في أهل الصفة ؟ كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها أنا والرسول ، فإذا جاؤوا أمرني فكنت أنا أعطيهم ، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد ، فأتيتهم فدعوتهم ، فأقبلوا حتى استأذنوا ، فأذن لهم ، وأخذوا مجالسهم من البيت ، فقال : يا ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : خذ وأعطهم ، فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح فأعطيه آخر فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح ، ثم أعطيه آخر فيشرب حتى يروى ، ثم يرد علي القدح حتى انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي القوم كلهم ، فأخذ القدح فوضعه على يده ونظر إلي وتبسم صلى الله عليه وسلم وقال : يا أبا هريرة أبا هر ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : " بقيت أنا وأنت ؟ " قلت : صدقت يا رسول الله ، قال : " فاقعد واشرب " ، فقعدت فشربت ، فقال : اشرب ، فشربت ، فقال : اشرب ، فشربت ، فما زال يقول : " اشرب " ، فأشرب حتى قلت : لا والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكا ، ثم أعطيته القدح فحمد الله وسمى وشرب الفضلة صلى الله عليه وسلم . أن [ ص: 424 ]