ذكر تلبيس إبليس على الصوفية في الطهارة
قال المصنف: قد ذكرنا إلا أنه قد زاد في حق تلبيسه على العباد في الطهارة الصوفية على الحد فقوى وساوسهم في استعمال الماء الكثير حتى بلغني أن دخل رباطا فتوضأ فضحكوا لقلة استعماله الماء وما علموا أن من أشبع الوضوء برطل من الماء كفاه، وبلغنا عن ابن عقيل أبي حامد الشيرازي أنه قال لفقير من أين تتوضأ؟ فقال من النهر بي وسوسة في الطهارة. قال كان عهدي بالصوفية يسخرون من الشيطان والآن يسخر بهم الشيطان، ومنهم من يمشي بالمداس على البواري وهذا لا بأس به إلا أنه ربما نظر المبتدئ إلى من يقتدي به فيظن ذلك شريعة، وما كان خيار السلف على هذا، والعجب ممن يبالغ في الاحتراز إلى هذا الحد متصفا بتنظيف ظاهره وباطنه محشو بالوسخ والكدر والله الموفق.
[ ص: 169 ]