226 - وحدثنا المطهر بن علي أنا نا محمد بن إبراهيم أنا عبد الله بن محمد بن جعفر المعروف بأبي الشيخ ابن أبي عاصم النبيل نا الحوطي نا نا الوليد بن مسلم محمد بن حمزة بن يوسف عن أبيه عن جده ح قال عبد الله بن سلام حدثنا أبو الشيخ : نا الحسن بن محمد أنا أبو زرعة محمد بن المتوكل نا نا الوليد بن مسلم محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام حدثني أبي عن جدي قال : قال : رضي الله تعالى عنه : عبد الله بن سلام زيد بن سعنة قال زيد : ما من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله تعالى عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فكنت أنطلق إليه لأخالطه فأعرف حلمه من جهله فخرج يوما من الحجرات يريد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ومعه فجاء رجل يسير على راحلته كالبدوي فقال : يا رسول الله إن قرية بني فلان أسلموا ودخلوا في الإسلام وحدثتهم إن هم أسلموا أتتهم أرزاقهم رغدا وقد أصابتهم سنة وشدة وقحوط من [ ص: 189 ] العيش وإني مشفق أن يخرجوا من الإسلام طمعا كما دخلوا فيه طمعا فإن رأيت أن ترسل إليهم بشيء تغيثهم به فعلت فقال : علي بن أبي طالب زيد بن سعنة فقلت : أنا أبتاع منك بكذا وكذا وسقا فبايعني وأطلقت همياني وأعطيته ثمانين دينارا فدفعها إلى الرجل وقال : أعجل عليهم بهذا وأغثهم فلما كان قبل المحل بيوم أو يومين أو بثلاثة خرج رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إلى جنازة بالبقيع ومعه ، أبو بكر وعمر في نفر من أصحابه فلما صلى على الجنازة ودنا من الجدار جذبت بردائه جبذة شديدة حتى سقط عن عاتقه ثم أقبلت بوجه جهم غليظ فقلت : ألا تقضيني يا محمد فوالله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم قال زيد : فارتعدت فرائص كالفلك المستدير ثم رمى ببصره ثم قال : أي عدو الله تقول هذا لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ؟ وتصنع به ما أرى ؟ وتقول ما أسمع ؟ فوالذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ينظر إلى عمر بن الخطاب عمر في تؤدة ثم تبسم ثم [ ص: 190 ] قال : لأنا وهو أحوج إلى غير هذا : أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن اتباعه إلى ههنا عن زاد ابن أبي عاصم في حديثه : اذهب به يا أبو زرعة عمر فاقضه حقه وزده عشرين صاعا من تمر مكان ما رعته قال زيد بن سعنة : فذهب بي عمر فقضاني حقي وزادني عشرين صاعا من تمر فقلت : ما هذا ؟ قال : أمرني رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أن أزيدك مكان ما رعتك فقلت : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا فمن أنت ؟ قال : أنا زيد بن سعنة قال : الحبر قلت : الحبر ؟ قال : فما دعاك إلى أن تفعل برسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ما فعلت ؟ وتقول له ما قلت ؟ قلت : يا عمر إنه لم يبق من علامات النبوة شيء إلا قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتان لم أخبرهما منه : يسبق حلمه جهله ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما فقد اختبرته منه فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وأشهدك أن شطر مالي فإني أكثرها مالا صدقة على أمة محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فقال عمر : أو على بعضهم فإنك لا تسعهم كلها قلت : أو على بعضهم فرجع عمر ، وزيد بن سعنة إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقال زيد : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فآمن به وتابعه وشهد مشاهد كثيرة . إن الله لما أراد هدى
[ ص: 191 ]