[ ص: 1324 ] 253 - فصل
ومما يتعلق بهذا الفصل كيف يكتب إليهم .
قال الخلال : باب كيف عنوان الكتاب وكيف يصدر إليهم .
أخبرنا أحمد بن محمد بن حازم أن حدثهم أنه قال إسحاق بن منصور لأبي عبد الله : كيف يكتب الرجل إلى أهل الكتاب ؟ فقال : لا أدري كيف أقول الساعة ، ثم عاودته فسكت ، فقلت : حديث النبي صلى الله عليه وسلم حين كتب إلىقيصر قال : عمن هو ؟ قلت : حديث . قال : نعم ؛ يكتب الزهري . السلام على من اتبع الهدى
[ ص: 1325 ] وقال أبو طالب : سألت أبا عبد الله : كيف قال : سلام على من [ اتبع ] الهدى يذله . أكتب إلى اليهودي والنصراني ، سلام عليك أو سلام على من اتبع الهدى ؟
وقال الأثرم : أن أبا عبد الله قيل له يكتب إلى النصراني : أبقاك الله وحفظك ووفقك ؟ قال : لا .
وقال حرب : قلت لإسحاق : الرجل يقول للمشرك : إنه رجل عاقل ، قال : لا ينبغي أن يقال لهم ؛ لأنهم ليست لهم عقول .
وذكر ، عن وكيع سفيان ، عن منصور قال : سألت [ إبراهيم و ] مجاهدا : كيف يكتب إلى أهل الذمة ؟ فقال مجاهد : على من اتبع الهدى .
وقال إبراهيم : سلام عليك .
[ ص: 1326 ] وقال ، عن وكيع سفيان ، عن ] ، عن رجل ، عن عمار [ لدهني كريب ، عن أنه كتب إلى رجل من ابن عباس أهل الكتاب : سلام عليك .
قلت : إن ثبت هذا عن - وهو راوي حديث ابن عباس أبي سفيان - قيصر : " سلام على من اتبع الهدى " فلعله ظن أن ذلك مكاتبة أهل الحرب ومن ليس له ذمة . أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم : " " - وهذا لما ذهب إليهم ليحاربهم وهم لا تبدءوهم بالسلام يهود قريظة - فأمر ألا يبدءوا بالسلام ؛ لأنه أمان وهو قد ذهب لحربهم . سمعت شيخنا يقول ذلك ، ولكن في الحديث الصحيح " اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا سلم [ ص: 1327 ] عليكم أحدهم فقولوا : وعليكم " . وقد تقدمت هذه المسألة . لا تبدءوا
وإذا كتب إلى الذمي بدأ بنفسه قبله ، فيقول : " من فلان إلى فلان " . وله أن يعظمه بالنسبة إلى قومه فيقول : كبير قومه ورئيسهم ، وله أن يدعو له بالهداية فقد كانت اليهود تتعاطس عند النبي صلى الله عليه وسلم ليقول لأحدهم : " " فكان يقول : " يرحمك الله " . يهديكم الله