[ ص: 300 ] المجلس السادس والعشرون
في قصة أهل الكهف
الحمد لله الذي لا يتأثر بالمدى ، ولا يتغير أبدا ، لم يزل واحدا أحدا ، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ، اختار من شاء فنجاه من الردى ، أنقذ أهل الكهف وأرشد وهدى ، وأخرجهم بقلق راح بهم وغدا ، فاجتمعوا في الكهف يقولون كيف حالنا غدا ، فأراحهم بالنوم من تعب التعبد مددا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى .
أحمده ما ارتجز حاد وحدا ، وأصلي على
محمد أشرف متبوع وأفضل مقتدى ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر المتخذ بإنفاقه عند الإسلام يدا ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر العادل الذي ما جار في ولايته ولا اعتدى ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان الصابر في الشهادة على وقع المدى ، وعلى
nindex.php?page=showalam&ids=8علي محبوب الأولياء ومبيد العدى ، وعلى عمه
nindex.php?page=showalam&ids=18العباس أشرف الكل نسبا ومحتدا .
nindex.php?page=treesubj&link=32281_33679_28783_28989_32007قال الله عز وجل : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا .
سبب نزولها : أن اليهود سألوا عن أصحاب الكهف فنزلت .
ومعنى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أم حسبت أحسبت ، والكهف : المغارة في الجبل إلا أنه واسع فإذا صغر فهو غار .
وفي الرقيم ستة أقوال :
أحدها : أنه لوح من رصاص كان فيه أسماء الفتية مكتوبة ليعلم من اطلع عليهم يوما من الدهر ما قصتهم ، رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12045أبو صالح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وبه قال
وهب ، والثاني : أنه اسم الوادي الذي فيه الكهف ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة والضحاك ، والثالث : أنه اسم القرية التي خرجوا منها ، قاله
كعب ، والرابع : أنه اسم الجبل ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، والخامس : أن الرقيم الدواة بلسان
الروم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، والسادس : أنه اسم الكلب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير . [ ص: 301 ] ومعنى الكلام : أحسبت أن أهل الكهف كانوا أعجب آياتنا ؟ قد كان في آياتنا ما هو أعجب منهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إذ أوى الفتية إلى الكهف أي جعلوه مأوى لهم ، والفتية : جمع فتى ، مثل غلام وغلمة ، والفتى : الكامل من الرجال .
واختلف العلماء في
nindex.php?page=treesubj&link=32007_28901_28989بدء أمرهم ومصيرهم إلى الكهف على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنهم هربوا ليلا من ملكهم حين دعاهم إلى عبادة الأصنام ، فمروا براع له كلب فتبعهم على دينهم ، فأووا إلى الكهف يتعبدون ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16531عبيد بن عمير : فقدهم قومهم فطلبوهم ، فعمى الله عليهم أمرهم ، فكتبوا أسماءهم في لوح : فلان وفلان أبناء ملوكنا فقدناهم في شهر كذا في سنة كذا في مملكة فلان ، ووضعوا اللوح في خزانة الملك .
والثاني : أن أحد الحواريين جاء إلى مدينة أصحاب الكهف فلقيه هؤلاء الفتية فآمنوا به فطلبوا فهربوا إلى الكهف ، قاله وهب بن منبه .
والثالث : أنهم كانوا أبناء عظماء المدينة وأشرافهم ، فخرجوا واجتمعوا وراء المدينة على غير ميعاد ، فقال كبيرهم : إني لأجد في نفسي شيئا ما أظن أحدا يجده ، قالوا : ما هو ؟ قال : إن ربي رب السماوات والأرض ، فتوافقوا فدخلوا الكهف فناموا ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد .
nindex.php?page=treesubj&link=32007_32281_28989قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فضربنا على آذانهم المعنى أنمناهم
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثم بعثناهم لنعلم أي الحزبين أي ليعلم خلقنا . وأراد بالحزبين المؤمنين والكافرين وكان قد وقع بينهم تنازع في مدة لبثهم ، ومعنى قاموا : خلوا .
وكانت الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم وإذا غربت تقرضهم أي تعدل عنهم وفي سبب ذلك قولان : أحدهما : أن كهفهم كان بإزاء بنات نعش . قاله الجمهور .
والثاني : أن ذلك كان آية ، قاله الزجاج ، والفجوة : المتسع .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وتحسبهم أيقاظا لأن أعينهم كانت مفتحة وهم نيام لئلا تذوب ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : كانوا يقلبون في كل عام مرتين ، ستة أشهر على هذا الجنب وستة أشهر على هذا الجنب ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : بقوا على شق واحد ثلاثمائة عام ، ثم قلبوا تسع سنين ، والوصيد : الفناء والباب .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لو اطلعت عليهم لوليت منهم فرارا لأنهم طالت شعورهم وأظفارهم جدا ، قال
[ ص: 302 ] وهب : خرج الملك وأصحابه في طلبهم فوجدوهم نياما ، فكانوا كلما أراد أحد أن يدخل أخذه الرعب ، فقال قائل للملك : أليس أردت قتلهم ؟ قال : بلى قال : فابن عليهم باب الكهف حتى يموتوا جوعا وعطشا ، ففعل .
فأما سبب بعثهم فقال
nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة : جاءت أمة مسلمة ، وكان ملكهم مسلما ، فاختلفوا في الروح والجسد فقال قائل : تبعث الروح وأما الجسد فتأكله الأرض ، وقال قائل : تبعث الروح والجسد ، فشق اختلافهم على الملك فانطلق فلبس المسوح وقعد على الرماد ، ودعا الله تعالى أن يبعث لهم آية تبين لهم ، فبعث الله أهل الكهف .
وقال
وهب : جاء راع قد أدركه المطر إلى الكهف ففتح بابه ليأوي إليه بالغنم ، فرد الله إليهم أرواحهم .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق : قعدوا فرحين فسلم بعضهم على بعض لا يرون في وجوههم ولا أجسادهم ما ينكرون ، وإنما هم كهيئتهم حين رقدوا ، وهم يرون أن ملكهم في طلبهم فصلوا وقالوا ليمليخا صاحب نفقتهم : انطلق فاستمع ما نذكر به وابتغ لنا طعاما ، فوضع ثيابه وأخذ ثيابا يتنكر فيها ، وخرج مستخفيا متخوفا أن يراه أحد ، فرأى على باب المدينة علامة تكون لأهل الإيمان ، فخيل إليه أنها ليست بالمدينة التي يعرف ، ورأى ناسا لا يعرفهم ، فجعل يتعجب ويقول : لعلي نائم ، فلما دخلها رأى قوما يحلفون باسم
عيسى فأسند ظهره إلى جدار وقال في نفسه : والله ما أدري ما هذا ، عشية أمس لم يكن على الأرض من يذكر
عيسى إلا قتل ، واليوم أسمعهم يذكرونه ! لعل هذه ليست بالمدينة التي أعرف ، والله ما أعرف مدينة قرب مدينتنا فقام كالحيران وأخرج ورقا وأعطاه رجلا وقال : بعني طعاما فنظر الرجل إلى نقشه فجعل يتعجب ، ثم ألقاه إلى آخر فجعلوا يتطارحونه بينهم ويتعجبون ويتشاورون ، وقالوا إن هذا قد أصاب كنزا ، ففرق منهم وظن أنهم قد عرفوه فقال : أمسكوا طعامكم فلا حاجة بي إليه ، فقالوا له : من أنت يا فتى ، والله لقد وجدت كنزا فشاركنا فيه وإلا أتينا بك السلطان ، فلم يدر ما يقولون فطرحوا كساءه في عنقه وهو يبكي ويقول : فرق بيني وبين إخوتي ، يا ليتهم يعلمون ما لقيت .
فأتوا به إلى رجلين كانا يدبران أمر المدينة فقالا : أين الكنز الذي وجدت ؟ قال : ما وجدت كنزا ، ولكن هذه ورق آبائي ونقش هذه المدينة وضربها ولكن والله ما أدري ما شأني ولا ما أقول لكم ، وكان الورق مثل أخفاف الإبل فقالوا له : من أنت وما اسم أبيك ؟ فأخبرهم ، فلم يجدوا من يعرفه فقال له أحدهما : أتظن أنك تسخر منا وخزائن هذه المدينة بأيدينا وليس عندنا من هذا الضرب درهم ولا دينار ، فإني سآمر بك فتعذب عذابا
[ ص: 303 ] شديدا ثم أوثقك حتى تعترف بهذا الكنز ، فقال
يمليخا : أنبئوني عن شيء أسألكم عنه فإن فعلتم صدقتكم ، قالوا : سل ، قال : ما فعل الملك
دقيانوس ؟ قالوا : لا نعرف على وجه الأرض اليوم ملكا يسمى
دقيانوس ، وإنما هذا ملك قد كان منذ زمان طويل ، وهلكت بعده قرون كثيرة ، فقال : والله ما يصدقني أحد بما أقول ، لقد كنا فتية وأكرهنا الملك على عبادة الأوثان فهربنا منه عشية أمس فنمنا ، فلما انتبهنا خرجت أشتري لأصحابي طعاما فإذا أنا كما ترون ، فانطلقوا معي إلى الكهف أريكم أصحابي .
فانطلق معه أهل المدينة ، وكان أصحابه قد ظنوا لإبطائه عليهم أنه قد أخذ ، فبينا هم يتخوفون ذلك إذ سمعوا الأصوات وجلبة الخيل ، فظنوا أنهم رسل
دقيانوس ، فقاموا إلى الصلاة وسلم بعضهم على بعض ، فسبق يمليخا إليهم وهو يبكي فبكوا معه وسألوه عن شأنه فأخبرهم خبره وقص عليهم الخبر ، فعرفوا أنهم كانوا نياما بأمر الله تعالى وإنما أوقظوا ليكونوا آية للناس وتصديقا للبعث .
وجاء ملكهم فاعتنقهم وبكى ، فقالوا له : نستودعك الله ونقرأ عليك السلام حفظك الله وحفظ ملكك ، فبينا الملك قائم رجعوا إلى مضاجعهم وتوفى الله عز وجل نفوسهم وحجبهم بحجاب الرعب ، فلم يقدر أحد أن يدخل عليهم ، وأمر الملك فجعل على باب الكهف مسجدا يصلى فيه ، وصار عندهم عيد في كل سنة .
وقد نبهت قصتهم على أن
nindex.php?page=treesubj&link=29676من فر إلى الله عز وجل حرسه ولطف به وجعله سببا لهداية الضالين .
[ ص: 300 ] الْمَجْلِسُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ
فِي قِصَّةِ أَهْلِ الْكَهْفِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَتَأَثَّرُ بِالْمَدَى ، وَلَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا ، لَمْ يَزَلْ وَاحِدًا أَحَدًا ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ، اخْتَارَ مَنْ شَاءَ فَنَجَّاهُ مِنَ الرَّدَى ، أَنْقَذَ أَهْلَ الْكَهْفِ وَأَرْشَدَ وَهَدَى ، وَأَخْرَجَهُمْ بِقَلَقٍ رَاحَ بِهِمْ وَغَدَا ، فَاجْتَمَعُوا فِي الْكَهْفِ يَقُولُونَ كَيْفَ حَالُنَا غَدَا ، فَأَرَاحَهُمْ بِالنَّوْمِ مِنْ تَعَبِ التَّعَبُّدِ مَدَدًا
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=13نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى .
أَحْمَدُهُ مَا ارْتَجَزَ حَادٍ وَحَدَا ، وَأُصَلِّي عَلَى
مُحَمَّدٍ أَشْرَفِ مَتْبُوعٍ وَأَفْضَلِ مُقْتَدَى ، وَعَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الْمُتَخِّذِ بِإِنْفَاقِهِ عِنْدَ الْإِسْلَامِ يَدًا ، وَعَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرَ الْعَادِلِ الَّذِي مَا جَارَ فِي وِلَايَتِهِ وَلَا اعْتَدَى ، وَعَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=7عُثْمَانَ الصَّابِرِ فِي الشَّهَادَةِ عَلَى وَقْعِ الْمَدَى ، وَعَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ مَحْبُوبِ الْأَوْلِيَاءِ وَمُبِيدِ الْعِدَى ، وَعَلَى عَمِّهِ
nindex.php?page=showalam&ids=18الْعَبَّاسِ أَشْرَفِ الْكُلِّ نَسَبًا وَمَحْتِدًا .
nindex.php?page=treesubj&link=32281_33679_28783_28989_32007قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا .
سَبَبُ نُزُولِهَا : أَنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا عَنْ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَنَزَلَتْ .
وَمَعْنَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=9أَمْ حَسِبْتَ أَحَسِبْتَ ، وَالْكَهْفُ : الْمَغَارَةُ فِي الْجَبَلِ إِلَّا أَنَّهُ وَاسِعٌ فَإِذَا صَغُرَ فَهُوَ غَارٌ .
وَفِي الرَّقِيمِ سِتَّةُ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُ لَوْحٌ مِنْ رَصَاصٍ كَانَ فِيهِ أَسْمَاءُ الْفِتْيَةِ مَكْتُوبَةٌ لِيَعْلَمَ مَنِ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ يَوْمًا مِنَ الدَّهْرِ مَا قِصَّتُهُمْ ، رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12045أَبُو صَالِحٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَبِهِ قَالَ
وَهْبٌ ، وَالثَّانِي : أَنَّهُ اسْمُ الْوَادِي الَّذِي فِيهِ الْكَهْفُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ وَالضَّحَّاكُ ، وَالثَّالِثُ : أَنَّهُ اسْمُ الْقَرْيَةِ الَّتِي خَرَجُوا مِنْهَا ، قَالَهُ
كَعْبٌ ، وَالرَّابِعُ : أَنَّهُ اسْمُ الْجَبَلِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، وَالْخَامِسُ : أَنَّ الرَّقِيمَ الدَّوَاةُ بِلِسَانِ
الرُّومِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ ، وَالسَّادِسُ : أَنَّهُ اسْمُ الْكَلْبِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . [ ص: 301 ] وَمَعْنَى الْكَلَامِ : أَحَسِبْتَ أَنَّ أَهْلَ الْكَهْفِ كَانُوا أَعْجَبَ آيَاتِنَا ؟ قَدْ كَانَ فِي آيَاتِنَا مَا هُوَ أَعْجَبُ مِنْهُمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=10إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ أَيْ جَعَلُوهُ مَأْوَى لَهُمْ ، وَالْفِتْيَةُ : جَمْعُ فَتًى ، مِثْلُ غُلَامٍ وَغِلْمَةٍ ، وَالْفَتَى : الْكَامِلُ مِنَ الرِّجَالِ .
وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=32007_28901_28989بَدْءِ أَمْرِهِمْ وَمَصِيرِهِمْ إِلَى الْكَهْفِ عَلَى ثَلَاثَةِ أَقْوَالٍ :
أَحَدُهَا : أَنَّهُمْ هَرَبُوا لَيْلًا مِنْ مَلِكِهِمْ حِينَ دَعَاهُمْ إِلَى عِبَادَةِ الْأَصْنَامِ ، فَمَرُّوا بِرَاعٍ لَهُ كَلْبٌ فَتَبِعَهُمْ عَلَى دِينِهِمْ ، فَأَوَوْا إِلَى الْكَهْفِ يَتَعَبَّدُونَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16531عُبَيْدُ بْنُ عُمَيْرٍ : فَقَدَهُمْ قَوْمُهُمْ فَطَلَبُوهُمْ ، فَعَمَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَمْرَهُمْ ، فَكَتَبُوا أَسْمَاءَهُمْ فِي لَوْحٍ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ أَبْنَاءُ مُلُوكِنَا فَقَدْنَاهُمْ فِي شَهْرِ كَذَا فِي سَنَةِ كَذَا فِي مَمْلَكَةِ فُلَانٍ ، وَوَضَعُوا اللَّوْحَ فِي خَزَانَةِ الْمَلِكِ .
وَالثَّانِي : أَنَّ أَحَدَ الْحَوَارِيِّينَ جَاءَ إِلَى مَدِينَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ فَلَقِيَهُ هَؤُلَاءِ الْفِتْيَةُ فَآمَنُوا بِهِ فَطُلِبُوا فَهَرَبُوا إِلَى الْكَهْفِ ، قَالَهُ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ .
وَالثَّالِثُ : أَنَّهُمْ كَانُوا أَبْنَاءَ عُظَمَاءِ الْمَدِينَةِ وَأَشْرَافِهِمْ ، فَخَرَجُوا وَاجْتَمَعُوا وَرَاءَ الْمَدِينَةِ عَلَى غَيْرِ مِيعَادٍ ، فَقَالَ كَبِيرُهُمْ : إِنِّي لَأَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا مَا أَظُنُّ أَحَدًا يَجِدُهُ ، قَالُوا : مَا هُوَ ؟ قَالَ : إِنَّ رَبِّي رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، فَتَوَافَقُوا فَدَخَلُوا الْكَهْفَ فَنَامُوا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ .
nindex.php?page=treesubj&link=32007_32281_28989قَوْلُهُ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=11فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ الْمَعْنَى أَنَمْنَاهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=12ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَيْ لِيَعْلَمَ خَلْقُنَا . وَأَرَادَ بِالْحِزْبَيْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ وَكَانَ قَدْ وَقَعَ بَيْنَهُمْ تَنَازُعٌ فِي مُدَّةِ لُبْثِهِمْ ، وَمَعْنَى قَامُوا : خَلَوْا .
وَكَانَتِ الشَّمْسُ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ أَيْ تَعْدِلُ عَنْهُمْ وَفِي سَبَبِ ذَلِكَ قَوْلَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ كَهْفَهُمْ كَانَ بِإِزَاءِ بَنَاتِ نَعْشٍ . قَالَهُ الْجُمْهُورُ .
وَالثَّانِي : أَنَّ ذَلِكَ كَانَ آيَةً ، قَالَهُ الزَّجَّاجُ ، وَالْفَجْوَةُ : الْمُتَّسَعُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا لِأَنَّ أَعْيُنَهْمُ كَانَتْ مُفَتَّحَةً وَهُمْ نِيَامٌ لِئَلَّا تَذُوبَ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : كَانُوا يُقَلَّبُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّتَيْنِ ، سِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى هَذَا الْجَنْبِ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ عَلَى هَذَا الْجَنْبِ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16879مُجَاهِدٌ : بَقَوْا عَلَى شِقٍّ وَاحِدٍ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ ، ثُمَّ قُلِّبُوا تِسْعَ سِنِينَ ، وَالْوَصِيدُ : الْفِنَاءُ وَالْبَابُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=18لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا لِأَنَّهُمْ طَالَتْ شُعُورُهُمْ وَأَظْفَارُهُمْ جِدًّا ، قَالَ
[ ص: 302 ] وَهْبٌ : خَرَجَ الْمَلِكُ وَأَصْحَابُهُ فِي طَلَبِهِمْ فَوَجَدُوهُمْ نِيَامًا ، فَكَانُوا كُلَّمَا أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ أَخَذَهُ الرُّعْبُ ، فَقَالَ قَائِلٌ لِلْمَلِكِ : أَلَيْسَ أَرَدْتَ قَتْلَهُمْ ؟ قَالَ : بَلَى قَالَ : فَابْنِ عَلَيْهِمْ بَابَ الْكَهْفِ حَتَّى يَمُوتُوا جُوعًا وَعَطَشًا ، فَفَعَلَ .
فَأَمَّا سَبَبُ بَعْثِهِمْ فَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16584عِكْرِمَةُ : جَاءَتْ أُمَّةٌ مُسْلِمَةٌ ، وَكَانَ مَلِكُهُمْ مُسْلِمًا ، فَاخْتَلَفُوا فِي الرُّوحِ وَالْجَسَدِ فَقَالَ قَائِلٌ : تُبْعَثُ الرُّوحُ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَتَأْكُلُهُ الْأَرْضُ ، وَقَالَ قَائِلٌ : تُبْعَثُ الرُّوحُ وَالْجَسَدُ ، فَشَقَّ اخْتِلَافُهُمْ عَلَى الْمَلِكِ فَانْطَلَقَ فَلَبِسَ الْمُسُوحَ وَقَعَدَ عَلَى الرَّمَادِ ، وَدَعَا اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَبْعَثَ لَهُمْ آيَةً تُبَيِّنُ لَهُمْ ، فَبَعَثَ اللَّهُ أَهْلَ الْكَهْفِ .
وَقَالَ
وَهْبٌ : جَاءَ رَاعٍ قَدْ أَدْرَكَهُ الْمَطَرُ إِلَى الْكَهْفِ فَفُتِحَ بَابُهُ لِيَأْوِيَ إِلَيْهِ بِالْغَنَمِ ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَرْوَاحَهُمْ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ : قَعَدُوا فِرِحِينَ فَسَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ لَا يَرَوْنَ فِي وُجُوهِهِمْ وَلَا أَجْسَادِهِمْ مَا يُنْكِرُونَ ، وَإِنَّمَا هُمْ كَهَيْئَتِهِمْ حِينَ رَقَدُوا ، وَهُمْ يَرَوْنَ أَنَّ مَلِكَهُمْ فِي طَلَبِهِمْ فَصَلَّوْا وَقَالُوا لِيَمْلِيخَا صَاحِبِ نَفَقَتِهِمُ : انْطَلِقْ فَاسْتَمِعْ مَا نُذْكَرُ بِهِ وَابْتَغِ لَنَا طَعَامًا ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ وَأَخَذَ ثِيَابًا يَتَنَكَّرُ فِيهَا ، وَخَرَجَ مُسْتَخْفِيًا مُتَخَوِّفًا أَنْ يَرَاهُ أَحَدٌ ، فَرَأَى عَلَى بَابِ الْمَدِينَةِ عَلَامَةً تَكُونُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ ، فَخُيِّلَ إِلَيْهِ أَنَّهَا لَيْسَتْ بِالْمَدِينَةِ الَّتِي يَعْرِفُ ، وَرَأَى نَاسًا لَا يَعْرِفُهُمْ ، فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ : لَعَلِّي نَائِمٌ ، فَلَمَّا دَخَلَهَا رَأَى قَوْمًا يَحْلِفُونَ بِاسْمِ
عِيسَى فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى جِدَارٍ وَقَالَ فِي نَفْسِهِ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا هَذَا ، عَشِيَّةَ أَمْسٍ لَمْ يَكُنْ عَلَى الْأَرْضِ مَنْ يَذْكُرُ
عِيسَى إِلَّا قُتِلَ ، وَالْيَوْمَ أَسْمَعُهُمْ يَذْكُرُونَهُ ! لَعَلَّ هَذِهِ لَيْسَتْ بِالْمَدِينَةِ الَّتِي أَعْرِفُ ، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُ مَدِينَةً قُرْبَ مَدِينَتِنَا فَقَامَ كَالْحَيْرَانِ وَأَخْرَجَ وَرِقًا وَأَعْطَاهُ رَجُلًا وَقَالَ : بِعْنِي طَعَامًا فَنَظَرَ الرَّجُلُ إِلَى نَقْشِهِ فَجَعَلَ يَتَعَجَّبُ ، ثُمَّ أَلْقَاهُ إِلَى آخَرَ فَجَعَلُوا يَتَطَارَحُونَهُ بَيْنَهُمْ وَيَتَعَجَّبُونَ وَيَتَشَاوَرُونَ ، وَقَالُوا إِنَّ هَذَا قَدْ أَصَابَ كَنْزًا ، فَفَرَقَ مِنْهُمْ وَظَنَّ أَنَّهُمْ قَدْ عَرَفُوهُ فَقَالَ : أَمْسِكُوا طَعَامَكُمْ فَلَا حَاجَةَ بِي إِلَيْهِ ، فَقَالُوا لَهُ : مَنْ أَنْتَ يَا فَتَى ، وَاللَّهِ لَقَدْ وَجَدْتَ كَنْزًا فَشَارِكْنَا فِيهِ وَإِلَّا أَتَيْنَا بِكَ السُّلْطَانَ ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُونَ فَطَرَحُوا كِسَاءَهُ فِي عُنُقِهِ وَهُوَ يَبْكِي وَيَقُولُ : فُرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي ، يَا لَيْتَهُمْ يَعْلَمُونَ مَا لَقِيتُ .
فَأَتَوْا بِهِ إِلَى رَجُلَيْنِ كَانَا يُدَبِّرَانِ أَمْرَ الْمَدِينَةِ فَقَالَا : أَيْنَ الْكَنْزُ الَّذِي وَجَدْتَ ؟ قَالَ : مَا وَجَدْتُ كَنْزًا ، وَلَكِنْ هَذِهِ وَرِقُ آبَائِي وَنَقْشُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ وَضَرْبُهَا وَلَكِنْ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي مَا شَأْنِي وَلَا مَا أَقُولُ لَكُمْ ، وَكَانَ الْوَرِقُ مِثْلَ أَخْفَافِ الْإِبِلِ فَقَالُوا لَهُ : مَنْ أَنْتَ وَمَا اسْمُ أَبِيكَ ؟ فَأَخْبَرَهُمْ ، فَلَمْ يَجِدُوا مَنْ يَعْرِفُهُ فَقَالَ لَهُ أَحَدُهُمَا : أَتَظُنُّ أَنَّكَ تَسْخَرُ مِنَّا وَخَزَائِنُ هَذِهِ الْمَدِينَةِ بِأَيْدِينَا وَلَيْسَ عِنْدَنَا مِنْ هَذَا الضَّرْبِ دِرْهَمٌ وَلَا دِينَارٌ ، فَإِنِّي سَآمُرُ بِكَ فَتُعَذَّبُ عَذَابًا
[ ص: 303 ] شَدِيدًا ثُمَّ أُوثِقُكَ حَتَّى تَعْتَرِفَ بِهَذَا الْكَنْزِ ، فَقَالَ
يَمْلِيخَا : أَنْبِئُونِي عَنْ شَيْءٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ فَإِنْ فَعَلْتُمْ صَدَقْتُكُمْ ، قَالُوا : سَلْ ، قَالَ : مَا فَعَلَ الْمَلِكُ
دِقْيَانُوسُ ؟ قَالُوا : لَا نَعْرِفُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ الْيَوْمَ مَلِكًا يُسَمَّى
دِقْيَانُوسَ ، وَإِنَّمَا هَذَا مَلِكٌ قَدْ كَانَ مُنْذُ زَمَانٍ طَوِيلٍ ، وَهَلَكَتْ بَعْدَهُ قُرُونٌ كَثِيرَةٌ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا يُصَدِّقُنِي أَحَدٌ بِمَا أَقُولُ ، لَقَدْ كُنَّا فِتْيَةً وَأَكْرَهَنَا الْمَلِكُ عَلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَهَرَبْنَا مِنْهُ عَشِيَّةَ أَمْسِ فَنِمْنَا ، فَلَمَّا انْتَبَهْنَا خَرَجْتُ أَشْتَرِي لِأَصْحَابِي طَعَامًا فَإِذَا أَنَا كَمَا تَرَوْنَ ، فَانْطَلِقُوا مَعِي إِلَى الْكَهْفِ أُرِيكُمْ أَصْحَابِي .
فَانْطَلَقَ مَعَهُ أَهْلُ الْمَدِينَةِ ، وَكَانَ أَصْحَابُهُ قَدْ ظَنُّوا لِإِبْطَائِهِ عَلَيْهِمْ أَنَّهُ قَدْ أُخِذَ ، فَبَيْنَا هُمْ يَتَخَوَّفُونَ ذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا الْأَصْوَاتَ وَجَلَبَةَ الْخَيْلِ ، فَظَنُّوا أَنَّهُمْ رُسُلُ
دِقْيَانُوسَ ، فَقَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ وَسَلَّمَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَسَبَقَ يَمْلِيخَا إِلَيْهِمْ وَهُوَ يَبْكِي فَبَكَوْا مَعَهُ وَسَأَلُوهُ عَنْ شَأْنِهِ فَأَخْبَرَهُمْ خَبَرَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِمُ الْخَبَرَ ، فَعَرَفُوا أَنَّهُمْ كَانُوا نِيَامًا بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنَّمَا أُوقِظُوا لِيَكُونُوا آيَةً لِلنَّاسِ وَتَصْدِيقًا لِلْبَعْثِ .
وَجَاءَ مَلِكُهُمْ فَاعْتَنَقَهُمْ وَبَكَى ، فَقَالُوا لَهُ : نَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَنَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ حَفِظَكَ اللَّهُ وَحَفِظَ مُلْكَكَ ، فَبَيْنَا الْمَلِكُ قَائِمٌ رَجَعُوا إِلَى مَضَاجِعِهِمْ وَتَوَفَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نُفُوسَهُمْ وَحَجَبَهُمْ بِحِجَابِ الرُّعْبِ ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهِمْ ، وَأَمَرَ الْمَلِكُ فَجَعَلَ عَلَى بَابِ الْكَهْفِ مَسْجِدًا يُصَلَّى فِيهِ ، وَصَارَ عِنْدَهُمْ عِيدٌ فِي كُلِّ سَنَةٍ .
وَقَدْ نَبَّهَتْ قِصَّتُهُمْ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=29676مَنْ فَرَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَرَسَهُ وَلَطَفَ بِهِ وَجَعَلَهُ سَبَبًا لِهِدَايَةِ الضَّالِّينَ .