[ ص: 337 ] المجلس التاسع والعشرون
في فضل عمر بن الخطاب
الحمد لله خالق كل مخلوق ، ورازق كل مرزوق ، سابق الأشياء ، فما دونه مسبوق ، موجد المنظور والملبوس والمذوق ، أنشأ الآدمي بالقدرة من ماء مدفوق ، وركب فيه العقل يدعو إلى مراعاة الحقوق ، والهوى يحث على ما يوجب العقوق ، فاحذر وفاق المشتهى فإنه يرمي لا من فوق فوق ، فسح داود لنفسه في نظرة فاتسعت الخروق ، وغفل ابنه سليمان عن طاعته فطفق مسحا بالسوق .
أحمده على ما يقضي ويسوق مما يغم وما يشوق ، وأقر له بالتوحيد هاجرا يغوث ويعوق ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله وقد ازدحمت سوق الباطل في أروج سوق ، فدمغ بحقه أهل الزيغ وأرباب الفسوق ، صلى الله عليه وعلى آله ما هب الهواء ولمعت البروق ، وعلى صاحبه ، وعلى أبي بكر الصديق الملقب بالفاروق ، وعلى عمر الصابر من الشهادة على مر المذوق ، وعلى عثمان مطلق الدنيا فما غره الزخرف والراووق ، وعلى علي أقرب الكل نسبا وأخص العروق . العباس
اللهم يا مالك المساء والشروق ، احفظنا من مساءة الحوادث والطروق ، وهب لنا من فضلك ما يصفو ويروق ، وزد آمالنا من إحسانك فوق ما نرجو ونتوق ، وافتح لي وللحاضرين موق بصر البصيرة لحبيب الموق .
أخبرنا ، أخبرنا هبة الله بن محمد ، أخبرنا الحسن بن علي ، حدثنا أحمد بن جعفر ، حدثني أبي ، حدثنا عبد الله بن أحمد فزارة بن عمر ، حدثنا عن أبيه ، عن إبراهيم يعني ابن سعد ، عن أبي سلمة ، عن عبد الرحمن رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أبي هريرة فإنه عمر بن الخطاب " . " إنه كان فيمن مضى قبلكم من الأمم ناس محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم أحد
أخرجاه في الصحيحين .
واعلم أن رضي الله عنه ممن سبقت له الحسنى ، وكان مقدما في الجاهلية والإسلام . عمر
[ ص: 338 ] أما في الجاهلية فكانت له السفارة والمفاخرة ، فإن وقع بين قريش وغيرهم بعثوه سفيرا ، وإن فاخرهم حي بعثوه مفاخرا ورضوا به .