فصل
قال الرافضي :
[1] " المنهج الثالث في الأدلة المستندة
[2] . إلى السنة المنقولة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وهي اثنا عشر .
الأول :
ما نقله الناس كافة أنه لما نزل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) [ سورة الشعراء : 214 ] جمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني عبد المطلب في دار أبي طالب [3] ، وهم أربعون رجلا وأمر أن يصنع لهم فخذ شاة [4] . مع مد من البر [5] . ويعد لهم [ ص: 298 ] صاع [6] . من اللبن ، وكان الرجل منهم يأكل الجذعة في مقعد واحد ، ويشرب الفرق [7] . من الشراب في ذلك المقام ، فأكلت الجماعة كلهم [8] . من ذلك [ الطعام ] [9] . اليسير حتى شبعوا ، ولم يتبين ما أكلوه [10] . ، فبهرهم [ النبي - صلى الله عليه وسلم - ] بذلك [11] . ، وتبين لهم آية نبوته [12] . ، فقال [13] . : يا بني عبد المطلب ، إن الله بعثني [ بالحق ] [14] . إلى الخلق كافة ، وبعثني إليكم خاصة ، فقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وأنذر عشيرتك الأقربين ) وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ، ثقيلتن في الميزان ، تملكون بهما ) [15] . العرب والعجم ، وتنقاد [16] . لكم بهما [17] . الأمم ، وتدخلون بهما الجنة ، وتنجون بهما من النار : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله ، فمن يجبني إلى هذا الأمر ، ويؤازرني على القيام به يكن [ ص: 299 ] أخي ووزيري ، ووصيي [18] . ووارثي ، وخليفتي من بعدي . فلم يجبه أحد منهم . فقال أمير المؤمنين : أنا يا رسول الله أؤازرك [19] . على هذا الأمر . فقال : اجلس . ثم أعاد القول على القوم ثانية [20] . فصمتوا . فقال nindex.php?page=showalam&ids=8علي : فقمت [21] . فقلت مثل مقالتي الأولى ، فقال : اجلس ، ثم أعاد القول ثالثة [22] . ، فلم ينطق أحد منهم بحرف ، فقمت فقلت : أنا أؤازرك يا رسول الله على هذا الأمر . فقال : nindex.php?page=treesubj&link=31309اجلس فأنت أخي ووزيري . ووصيي [23] . ووارثي ، وخليفتي من بعدي . فنهض القوم وهم يقولون لأبي طالب : ليهنئك [24] . اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك ، فقد جعل ابنك أميرا [25] . عليك " .
والجواب من وجوه : الأول : المطالبة بصحة النقل . وما ادعاه من نقل الناس كافة من أظهر الكذب عند أهل العلم بالحديث
[26] . ، فإن هذا الحديث ليس في شيء من كتب المسلمين التي يستفيدون منها علم النقل : لا في الصحاح ولا في المساند )
[27] . والسنن والمغازي والتفسير التي
[ ص: 300 ] يذكر فيها الإسناد الذي يحتج به
[28] . ، وإذا كان في بعض كتب التفسير التي ينقل منها
[29] . الصحيح والضعيف ، مثل تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي nindex.php?page=showalam&ids=15466والواحدي nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي ، بل
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ، لم يكن مجرد رواية واحد من هؤلاء دليلا على صحته باتفاق أهل العلم ; فإنه إذا عرف أن تلك المنقولات فيها صحيح وضعيف ، فلا بد من بيان أن هذا المنقول من قسم الصحيح دون الضعيف .
وهذا الحديث غايته أن يوجد في بعض
[30] . كتب التفسير التي فيها الغث والسمين ، وفيها أحاديث كثيرة موضوعة مكذوبة ، مع أن كتب التفسير التي يوجد
[31] فيها هذا
[32] . مثل
[33] . تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وابن أبي حاتم ،
nindex.php?page=showalam&ids=13968والثعلبي ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي ، ينقل فيها بالأسانيد الصحيحة ما يناقض هذا ، مثل بعض المفسرين الذين ذكروا هذا في سبب نزول الآية ، فإنهم ذكروا * مع ذلك بالأسانيد الصحيحة الثابتة التي اتفق أهل العلم على صحتها ما يناقض ذلك ، ولكن هؤلاء المفسرون ذكروا *
[34] . ذلك على عادتهم في أنهم ينقلون ما ذكر في سبب نزول الآية من المنقولات الصحيحة والضعيفة ، ولهذا يذكر أحدهم في سبب نزول الآية عدة أقوال ; ليذكر
[ ص: 301 ] أقوال الناس وما نقلوه فيها ، وإن كان بعض ذلك هو الصحيح ، وبعضه كذب ، وإذا احتج بمثل هذا الضعيف
[35] . وأمثاله واحد بذكر
[36] . بعض ما نقل في تفسير الآية من المنقولات ، وترك سائر ما ينقل مما يناقض ذلك - كان هذا من أفسد الحجج كمن احتج بشاهد يشهد له ، ولم تثبت عدالته ، بل ثبت جرحه ، وقد ناقضه عدول كثيرون
[37] . يشهدون بما يناقض شهادته ، أو يحتج
[38] . برواية واحد لم تثبت عدالته ، بل ثبت جرحه ويدع روايات
[39] . كثيرين عدول وقد رووا
[40] . ما يناقض ذلك .
بل لو قدر أن هذا الحديث من رواية أهل الثقة والعدالة وقد روى آخرون من أهل الثقة والعدالة ما يناقض ذلك لوجب النظر في الروايتين : أيهما أثبت وأرجح ؟ فكيف إذا كان أهل العلم بالنقل متفقين على أن الروايات المناقضة
[41] . لهذا الحديث هي الثابتة الصحيحة ، بل هذا الحديث مناقض لما
[42] . علم بالتواتر ، وكثير
[43] . من أئمة التفسير لم يذكروا
[44] . هذا بحال لعلمهم أنه باطل .
[ ص: 302 ] الثاني : أنا نرضى منه من هذا النقل العام بأحد شيئين : إما بإسناد يذكره مما يحتج به أهل العلم في مسائل النزاع ، ولو أنه مسألة فرعية ، وإما قول رجل من أهل الحديث الذين يعتمد الناس على تصحيحهم .
فإنه
nindex.php?page=treesubj&link=29100_29093_29088_34154_28328لو تناظر فقيهان في فرع من الفروع ، لم تقم الحجة على المناظرة [45] . إلا بحديث يعلم أنه مسند إسنادا تقوم به الحجة ، أو يصححه من يرجع إليه في ذلك فأما إذا لم يعلم إسناده ، ولم يثبته
[46] . أئمة النقل ، فمن أين يعلم ؟ لا سيما في مسائل الأصول التي يبنى عليها الطعن في سلف الأمة وجمهورها ، ويتوسل بذلك إلى هدم قواعد المسألة ، فكيف يقبل
[47] . في مثل ذلك حديث لا يعرف إسناده ولا يثبته أئمة النقل
[48] . ولا يعرف أن عالما صححه .
الثالث : أن هذا الحديث كذب
[49] . عند أهل المعرفة بالحديث فما من عالم يعرف الحديث إلا وهو يعلم أنه كذب موضوع
[50] . ، ولهذا لم يروه أحد منهم في الكتب التي يرجع إليها في المنقولات لأن أدنى من له معرفة بالحديث يعلم أن هذا كذب .
وقد رواه
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=13889والبغوي بإسناد فيه
عبد الغفار بن القاسم بن فهد ، أبو مريم الكوفي [51] . ، وهو مجمع على تركه ، كذبه
nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك بن حرب ،
وأبو [ ص: 303 ] داود ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : ليس بثقة ، عامة أحاديث بواطيل
[52] . قال
يحيى : ليس بشيء ، قال
ابن المديني : كان يضع الحديث ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي وأبو حاتم : متروك الحديث ، وقال
ابن حبان البستي : كان
عبد الغفار بن قاسم يشرب الخمر حتى يسكر ، وهو مع ذلك يقلب الأخبار ، لا يجوز الاحتجاج به ، وتركه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ،
ويحيى [53] .
ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابن أبي حاتم ، وفي إسناده
عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ليس بثقة ، وقال فيه
nindex.php?page=showalam&ids=17336يحيى بن معين : ليس بشيء رافضي خبيث ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : ليس بثقة ، وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني : ضعيف
[54] .
وإسناد
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثعلبي أضعف ; لأن فيه من لا يعرف ، وفيه من الضعفاء والمتهمين
[55] . من لا يجوز الاحتجاج بمثله في أقل مسألة .
فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ :
[1] " الْمَنْهَجُ الثَّالِثُ فِي الْأَدِلَّةِ الْمُسْتَنِدَةِ
[2] . إِلَى السُّنَّةِ الْمَنْقُولَةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ اثْنَا عَشَرَ .
الْأَوَّلُ :
مَا نَقَلَهُ النَّاسُ كَافَّةً أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) [ سُورَةُ الشُّعَرَاءِ : 214 ] جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي دَارِ أَبِي طَالِبٍ [3] ، وَهُمْ أَرْبَعُونَ رَجُلًا وَأَمَرَ أَنْ يُصْنَعَ لَهُمْ فَخِذُ شَاةٍ [4] . مَعَ مُدٍّ مِنَ الْبُرِّ [5] . وَيُعَدَّ لَهُمْ [ ص: 298 ] صَاعٌ [6] . مِنَ اللَّبَنِ ، وَكَانَ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَأْكُلُ الْجَذَعَةَ فِي مَقْعَدٍ وَاحِدٍ ، وَيَشْرَبُ الْفَرَقَ [7] . مِنَ الشَّرَابِ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ ، فَأَكَلَتِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهُمْ [8] . مِنْ ذَلِكَ [ الطَّعَامِ ] [9] . الْيَسِيرِ حَتَّى شَبِعُوا ، وَلَمْ يَتَبَيَّنْ مَا أَكَلُوهُ [10] . ، فَبَهَرَهُمْ [ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ] بِذَلِكَ [11] . ، وَتَبَيَّنَ لَهُمْ آيَةُ نُبُوَّتِهِ [12] . ، فَقَالَ [13] . : يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي [ بِالْحَقِّ ] [14] . إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَبَعَثَنِي إِلَيْكُمْ خَاصَّةً ، فَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=26&ayano=214وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى كَلِمَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ عَلَى اللِّسَانِ ، ثَقِيلَتَنِ فِي الْمِيزَانِ ، تَمْلِكُونَ بِهِمَا ) [15] . الْعَرَبَ وَالْعَجَمَ ، وَتَنْقَادُ [16] . لَكُمْ بِهِمَا [17] . الْأُمَمُ ، وَتَدْخُلُونَ بِهِمَا الْجَنَّةَ ، وَتَنْجُونَ بِهِمَا مِنَ النَّارِ : شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ، فَمَنْ يُجِبْنِي إِلَى هَذَا الْأَمْرِ ، وَيُؤَازِرْنِي عَلَى الْقِيَامِ بِهِ يَكُنْ [ ص: 299 ] أَخِي وَوَزِيرِي ، وَوَصِيِّي [18] . وَوَارِثِي ، وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي . فَلَمْ يُجِبْهُ أَحَدٌ مِنْهُمْ . فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ : أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أُؤَازِرُكَ [19] . عَلَى هَذَا الْأَمْرِ . فَقَالَ : اجْلِسْ . ثُمَّ أَعَادَ الْقَوْلَ عَلَى الْقَوْمِ ثَانِيَةً [20] . فَصَمَتُوا . فَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ : فَقُمْتُ [21] . فَقُلْتُ مِثْلَ مَقَالَتِي الْأُولَى ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، ثُمَّ أَعَادَ الْقَوْلَ ثَالِثَةً [22] . ، فَلَمْ يَنْطِقْ أَحَدٌ مِنْهُمْ بِحَرْفٍ ، فَقُمْتُ فَقُلْتُ : أَنَا أُؤَازِرُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى هَذَا الْأَمْرِ . فَقَالَ : nindex.php?page=treesubj&link=31309اجْلِسْ فَأَنْتَ أَخِي وَوَزِيرِي . وَوَصِيِّي [23] . وَوَارِثِي ، وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي . فَنَهَضَ الْقَوْمُ وَهُمْ يَقُولُونَ لِأَبِي طَالِبٍ : لِيَهْنِئْكَ [24] . الْيَوْمَ أَنْ دَخَلْتَ فِي دِينِ ابْنِ أَخِيكَ ، فَقَدْ جَعَلَ ابْنَكَ أَمِيرًا [25] . عَلَيْكَ " .
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : الْأَوَّلُ : الْمُطَالَبَةُ بِصِحَّةِ النَّقْلِ . وَمَا ادَّعَاهُ مِنْ نَقْلِ النَّاسِ كَافَّةَ مِنْ أَظْهَرِ الْكَذِبِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ
[26] . ، فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ لَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْمُسْلِمِينَ الَّتِي يَسْتَفِيدُونَ مِنْهَا عِلْمَ النَّقْلِ : لَا فِي الصِّحَاحِ وَلَا فِي الْمَسَانِدِ )
[27] . وَالسُّنَنِ وَالْمَغَازِي وَالتَّفْسِيرِ الَّتِي
[ ص: 300 ] يُذْكَرُ فِيهَا الْإِسْنَادُ الَّذِي يُحْتَجُّ بِهِ
[28] . ، وَإِذَا كَانَ فِي بَعْضِ كُتُبِ التَّفْسِيرِ الَّتِي يُنْقَلُ مِنْهَا
[29] . الصَّحِيحُ وَالضَّعِيفُ ، مِثْلِ تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=15466وَالْوَاحِدِيِّ nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيِّ ، بَلْ
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنِ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدُ رِوَايَةِ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ دَلِيلًا عَلَى صِحَّتِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ; فَإِنَّهُ إِذَا عُرِفَ أَنَّ تِلْكَ الْمَنْقُولَاتِ فِيهَا صَحِيحٌ وَضَعِيفٌ ، فَلَا بُدَّ مِنْ بَيَانِ أَنَّ هَذَا الْمَنْقُولَ مِنْ قِسْمِ الصَّحِيحِ دُونَ الضَّعِيفِ .
وَهَذَا الْحَدِيثُ غَايَتُهُ أَنْ يُوجَدَ فِي بَعْضِ
[30] . كُتُبِ التَّفْسِيرِ الَّتِي فِيهَا الْغَثُّ وَالسَّمِينُ ، وَفِيهَا أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ مَوْضُوعَةٌ مَكْذُوبَةٌ ، مَعَ أَنَّ كُتُبَ التَّفْسِيرِ الَّتِي يُوجَدُ
[31] فِيهَا هَذَا
[32] . مِثْلُ
[33] . تَفْسِيرِ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنِ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=11970وَابْنِ أَبِي حَاتِمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13968وَالثَّعْلَبِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيِّ ، يُنْقَلُ فِيهَا بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ مَا يُنَاقِضُ هَذَا ، مِثْلَ بَعْضِ الْمُفَسِّرِينَ الَّذِينَ ذَكَرُوا هَذَا فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ ، فَإِنَّهُمْ ذَكَرُوا * مَعَ ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ الثَّابِتَةِ الَّتِي اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى صِحَّتِهَا مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ ، وَلَكِنْ هَؤُلَاءِ الْمُفَسِّرُونَ ذَكَرُوا *
[34] . ذَلِكَ عَلَى عَادَتِهِمْ فِي أَنَّهُمْ يَنْقُلُونَ مَا ذُكِرَ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ مِنَ الْمَنْقُولَاتِ الصَّحِيحَةِ وَالضَّعِيفَةِ ، وَلِهَذَا يَذْكُرُ أَحَدُهُمْ فِي سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ عِدَّةَ أَقْوَالٍ ; لِيَذْكُرَ
[ ص: 301 ] أَقْوَالَ النَّاسِ وَمَا نَقَلُوهُ فِيهَا ، وَإِنْ كَانَ بَعْضُ ذَلِكَ هُوَ الصَّحِيحَ ، وَبَعْضُهُ كَذِبٌ ، وَإِذَا احْتَجَّ بِمِثْلِ هَذَا الضَّعِيفِ
[35] . وَأَمْثَالِهِ وَاحِدٌ بِذِكْرِ
[36] . بَعْضِ مَا نُقِلَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ مِنَ الْمَنْقُولَاتِ ، وَتَرْكِ سَائِرِ مَا يُنْقَلُ مِمَّا يُنَاقِضُ ذَلِكَ - كَانَ هَذَا مِنْ أَفْسَدِ الْحُجَجِ كَمَنِ احْتَجَّ بِشَاهِدٍ يَشْهَدُ لَهُ ، وَلَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ ، بَلْ ثَبَتَ جَرْحُهُ ، وَقَدْ نَاقَضَهُ عُدُولٌ كَثِيرُونَ
[37] . يَشْهَدُونَ بِمَا يُنَاقِضُ شَهَادَتَهُ ، أَوْ يَحْتَجُّ
[38] . بِرِوَايَةِ وَاحِدٍ لَمْ تَثْبُتْ عَدَالَتُهُ ، بَلْ ثَبَتَ جَرْحُهُ وَيَدَعُ رِوَايَاتِ
[39] . كَثِيرِينَ عُدُولٍ وَقَدْ رَوَوْا
[40] . مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ .
بَلْ لَوْ قُدِّرَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ الثِّقَةِ وَالْعَدَالَةِ وَقَدْ رَوَى آخَرُونَ مِنْ أَهْلِ الثِّقَةِ وَالْعَدَالَةِ مَا يُنَاقِضُ ذَلِكَ لَوَجَبَ النَّظَرُ فِي الرِّوَايَتَيْنِ : أَيُّهُمَا أَثْبَتُّ وَأَرْجَحُ ؟ فَكَيْفَ إِذَا كَانَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالنَّقْلِ مُتَّفِقِينَ عَلَى أَنَّ الرِّوَايَاتِ الْمُنَاقِضَةَ
[41] . لِهَذَا الْحَدِيثِ هِيَ الثَّابِتَةُ الصَّحِيحَةُ ، بَلْ هَذَا الْحَدِيثُ مُنَاقِضٌ لِمَا
[42] . عُلِمَ بِالتَّوَاتُرِ ، وَكَثِيرٌ
[43] . مِنْ أَئِمَّةِ التَّفْسِيرِ لَمْ يَذْكُرُوا
[44] . هَذَا بِحَالٍ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُ بَاطِلٌ .
[ ص: 302 ] الثَّانِي : أَنَّا نَرْضَى مِنْهُ مِنْ هَذَا النَّقْلِ الْعَامِّ بِأَحَدِ شَيْئَيْنِ : إِمَّا بِإِسْنَادٍ يَذْكُرُهُ مِمَّا يَحْتَجُّ بِهِ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي مَسَائِلِ النِّزَاعِ ، وَلَوْ أَنَّهُ مَسْأَلَةٌ فَرْعِيَّةٌ ، وَإِمَّا قَوْلُ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَعْتَمِدُ النَّاسُ عَلَى تَصْحِيحِهِمْ .
فَإِنَّهُ
nindex.php?page=treesubj&link=29100_29093_29088_34154_28328لَوْ تَنَاظَرَ فَقِيهَانِ فِي فَرْعٍ مِنَ الْفُرُوعِ ، لَمْ تَقُمِ الْحُجَّةُ عَلَى الْمُنَاظَرَةِ [45] . إِلَّا بِحَدِيثٍ يُعْلَمُ أَنَّهُ مُسْنَدٌ إِسْنَادًا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ ، أَوْ يُصَحِّحُهُ مَنْ يُرْجَعُ إِلَيْهِ فِي ذَلِكَ فَأَمَّا إِذَا لَمْ يُعْلَمُ إِسْنَادُهُ ، وَلَمْ يُثْبِتْهُ
[46] . أَئِمَّةُ النَّقْلِ ، فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ ؟ لَا سِيَّمَا فِي مَسَائِلِ الْأُصُولِ الَّتِي يُبْنَى عَلَيْهَا الطَّعْنُ فِي سَلَفِ الْأُمَّةِ وَجُمْهُورِهَا ، وَيُتَوَسَّلُ بِذَلِكَ إِلَى هَدْمِ قَوَاعِدِ الْمَسْأَلَةِ ، فَكَيْفَ يُقْبَلُ
[47] . فِي مِثْلِ ذَلِكَ حَدِيثٌ لَا يُعْرَفُ إِسْنَادُهُ وَلَا يُثْبِتُهُ أَئِمَّةُ النَّقْلِ
[48] . وَلَا يُعْرَفُ أَنَّ عَالِمًا صَحَّحَهُ .
الثَّالِثُ : أَنَّ هَذَا الْحَدِيثُ كَذِبٌ
[49] . عِنْدِ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْحَدِيثِ فَمَا مِنْ عَالِمٍ يَعْرِفُ الْحَدِيثَ إِلَّا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ كَذِبٌ مَوْضُوعٌ
[50] . ، وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي الْكُتُبِ الَّتِي يُرْجَعُ إِلَيْهَا فِي الْمَنْقُولَاتِ لِأَنَّ أَدْنَى مَنْ لَهُ مَعْرِفَةٌ بِالْحَدِيثِ يَعْلَمُ أَنَّ هَذَا كَذِبٌ .
وَقَدْ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=13889وَالْبَغَوِيُّ بِإِسْنَادٍ فِيهِ
عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ فَهْدٍ ، أَبُو مَرْيَمَ الْكُوفِيُّ [51] . ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى تَرْكِهِ ، كَذَّبَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16052سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ،
وَأَبُو [ ص: 303 ] دَاوُدَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ : لَيْسَ بِثِقَةٍ ، عَامَّةُ أَحَادِيثَ بَوَاطِيلُ
[52] . قَالَ
يَحْيَى : لَيْسَ بِشَيْءٍ ، قَالَ
ابْنُ الْمَدِينِيِّ : كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ : مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ، وَقَالَ
ابْنُ حِبَّانَ الْبُسْتِيُّ : كَانَ
عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ قَاسِمٍ يَشْرَبُ الْخَمْرَ حَتَّى يَسْكَرَ ، وَهُوَ مَعَ ذَلِكَ يُقَلِّبُ الْأَخْبَارَ ، لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِهِ ، وَتَرَكَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ ،
وَيَحْيَى [53] .
وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11970ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، وَفِي إِسْنَادِهِ
عَبْدُ اللَّهُ بْنُ عَبْدِ الْقُدُّوسِ ، وَهُوَ لَيْسَ بِثِقَةٍ ، وَقَالَ فِيهِ
nindex.php?page=showalam&ids=17336يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ : لَيْسَ بِشَيْءٍ رَافِضِيٌّ خَبِيثٌ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ : لَيْسَ بِثِقَةٍ ، وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14269الدَّارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ
[54] .
وَإِسْنَادُ
nindex.php?page=showalam&ids=13968الثَّعْلَبِيِّ أَضْعَفُ ; لِأَنَّ فِيهِ مَنْ لَا يُعْرَفُ ، وَفِيهِ مِنَ الضُّعَفَاءِ وَالْمُتَّهَمِينَ
[55] . مَنْ لَا يَجُوزُ الِاحْتِجَاجُ بِمِثْلِهِ فِي أَقَلِّ مَسْأَلَةٍ .