( فصل )
قال
الرافضي [1] : " الحادي عشر :
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31185أنه - صلى الله عليه وسلم - أنفذه لأداء سورة براءة ، ثم أنفذ nindex.php?page=showalam&ids=8عليا [2] ، وأمره برده ، وأن يتولى هو ذلك ، ومن لا يصلح لأداء سورة أو بعضها ، فكيف
[3] يصلح
[ ص: 296 ] للإمامة العامة المتضمنة لأداء الأحكام إلى جميع الأمة ؟ ! "
والجواب من وجوه : أحدها : أن هذا كذب باتفاق أهل العلم ، وبالتواتر العام ;
nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - استعمل nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر على الحج سنة تسع ، لم يرده ولا رجع ، بل هو الذي أقام للناس الحج ذلك العام ، nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي من جملة رعيته ، يصلي خلفه ، ويدفع بدفعه ، ويأتمر بأمره كسائر من معه .
وهذا من العلم المتواتر عند أهل العلم : لم يختلف اثنان في أن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر هو الذي أقام الحج ذلك العام بأمر النبي - صلى الله عليه وسلم . فكيف يقال : إنه أمره برده ؟ !
ولكن أردفه
nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي [4] لينبذ إلى المشركين عهدهم ; لأن عادتهم كانت جارية أن لا يعقد العقود
[5] ولا يحلها إلا المطاع ، أو رجل من أهل بيته ، فلم يكونوا يقبلون ذلك من كل أحد .
وفي الصحيحين م : وفي الصحيح
[6] عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة قال : بعثني
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل حجة الوداع ، في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : " أن
[7] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650356لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان "
[8] ، وفي رواية :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688481ثم أردف النبي - صلى الله عليه [ ص: 297 ] وسلم - nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي ، وأمره أن يؤذن ببراءة ، فأذن علي معنا [9] في أهل منى يوم النحر ببراءة ، وبأن [10] لا يحج ( * بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان . قال : فنبذ
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر إلى الناس في ذلك العام ، فلم يحج * )
[11] عام حجة الوداع - التي حج فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مشرك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=13064أبو محمد بن حزم [12] : " وما حصل في حجة
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق كان من أعظم فضائله ; لأنه هو الذي خطب بالناس في ذلك الموسم والجمع العظيم ، والناس منصتون لخطبته ، يصلون خلفه ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي من جملتهم . وفي السورة فضل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر وذكر الغار ، فقرأها
nindex.php?page=showalam&ids=8علي على الناس ، فهذا مبالغة في فضل
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر ، وحجة قاطعة " .
وتأميره
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر على
nindex.php?page=showalam&ids=8علي هذا كان بعد قوله : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=682253أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ "
[13] ، ولا ريب أن هذا الرافضي ونحوه من شيوخ
الرافضة من أجهل الناس بأحوال الرسول وسيرته وأموره ووقائعه ، يجهلون من ذلك ما هو متواتر معلوم لمن له أدنى معرفة بالسيرة ، ويجيئون إلى ما وقع فيقبلونه ، ويزيدون فيه وينقصون .
وهذا القدر ، وإن كان
الرافضي لم يفعله ، فهو فعل شيوخه وسلفه
[ ص: 298 ] الذين قلدهم ، ولم يحقق ما قالوه ، ويراجع
[14] ما هو المعلوم عند أهل العلم المتواتر عندهم ، المعلوم لعامتهم وخاصتهم .
الثاني : قوله : " الإمامة العامة متضمنة لأداء جميع الأحكام إلى الأمة " .
قول باطل ; فالأحكام كلها قد تلقتها الأمة عن نبيها ، لا تحتاج فيها إلى الإمام ، إلا كما تحتاج إلى نظائره من العلماء ، وكانت عامة الشريعة التي يحتاج الناس إليها عند الصحابة معلومة ، ولم يتنازعوا زمن الصديق في شيء منها ، إلا واتفقوا بعد النزاع بالعلم الذي
[15] كان يظهره بعضهم لبعض ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق يعلم عامة الشريعة ، وإذا خفي عنه
[16] الشيء اليسير سأل عنه الصحابة ممن كان عنده علم ذلك
[17] ، كما
nindex.php?page=hadith&LINKID=708161سألهم عن ميراث الجدة [18] ، فأخبره من أخبره منهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاها [19] السدس [20] .
[ ص: 299 ] ولم يعرف
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر فتيا ولا حكم خالف نصا ، وقد عرف
nindex.php?page=showalam&ids=2لعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي من ذلك أشياء
[21] ، والذي عرف
nindex.php?page=showalam&ids=8لعلي أكثر مما عرف لهما
[22] .
مثل قوله في [ الحامل ]
[23] المتوفى عنها زوجها إنها تعتد أبعد الأجلين . وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
nindex.php?page=hadith&LINKID=708287أنه قال لسبيعة الأسلمية لما وضعت بعد وفاة زوجها بثلاث ليال : " حللت فانكحي من شئت " ، ولما قالت له : إن أبا السنابل قال : ما أنت بناكحة حتى يمضي عليك آخر الأجلين . قال : " كذب أبو السنابل "
[24] .
وقد جمع
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي في كتاب " خلاف
nindex.php?page=showalam&ids=8علي وعبد الله " من أقوال
nindex.php?page=showalam&ids=8علي التي تركها الناس لمخالفتها النص أو معنى النص جزءا كبيرا .
وجمع بعده
nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي أكثر من ذلك ; فإنه كان إذا ناظره الكوفيون يحتج بالنصوص ، فيقولون : نحن أخذنا بقول
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود ، فجمع لهم أشياء كثيرة
[25] من قول
nindex.php?page=showalam&ids=8علي nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود تركوه ، أو تركه الناس ، يقول : إذا جاز لكم خلافهما
[26] في تلك المسائل لقيام الحجة على خلافهما
[27] ، فكذلك في سائر المسائل . ولم يعرف
nindex.php?page=showalam&ids=1لأبي بكر مثل هذا .
[ ص: 300 ] الثالث : أن القرآن بلغه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كل أحد من المسلمين ، فيمتنع أن يقال : إن
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر لم يكن يصلح لتبليغه .
الرابع : أنه لا يجوز أن يظن أن
nindex.php?page=treesubj&link=28833تبليغ القرآن يختص nindex.php?page=showalam&ids=8بعلي ; فإن القرآن لا يثبت بخبر الآحاد ، بل لا بد أن يكون منقولا بالتواتر .
الخامس : أن الموسم ذلك العام كان يحج فيه المسلمون والمشركون ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر
nindex.php?page=showalam&ids=1أبا بكر أن ينادي في الموسم : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650356أن لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان " كما ثبت في الصحيحين
[28] . فأي حاجة كانت بالمشركين إلى أن يبلغوا القرآن
[29] .
( فَصْلٌ )
قَالَ
الرَّافِضِيُّ [1] : " الْحَادِي عَشَرَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28833_31185أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنْفَذَهُ لِأَدَاءِ سُورَةِ بَرَاءَةَ ، ثُمَّ أَنْفَذَ nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيًّا [2] ، وَأَمَرَهُ بِرَدِّهِ ، وَأَنْ يَتَوَلَّى هُوَ ذَلِكَ ، وَمَنْ لَا يَصْلُحُ لِأَدَاءِ سُورَةٍ أَوْ بَعْضِهَا ، فَكَيْفَ
[3] يَصْلُحُ
[ ص: 296 ] لِلْإِمَامَةِ الْعَامَّةِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِأَدَاءِ الْأَحْكَامِ إِلَى جَمِيعِ الْأُمَّةِ ؟ ! "
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : أَنَّ هَذَا كَذِبٌ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَبِالتَّوَاتُرِ الْعَامِّ ;
nindex.php?page=treesubj&link=31309_28833فَإِنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعْمَلَ nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ عَلَى الْحَجِّ سَنَةَ تِسْعٍ ، لَمْ يَرُدَّهُ وَلَا رَجَعَ ، بَلْ هُوَ الَّذِي أَقَامَ لِلنَّاسِ الْحَجَّ ذَلِكَ الْعَامَ ، nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ مِنْ جُمْلَةِ رَعِيَّتِهِ ، يُصَلِّي خَلْفَهُ ، وَيَدْفَعُ بِدَفْعِهِ ، وَيَأْتَمِرُ بِأَمْرِهِ كَسَائِرِ مَنْ مَعَهُ .
وَهَذَا مِنَ الْعِلْمِ الْمُتَوَاتِرِ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ : لَمْ يَخْتَلِفِ اثْنَانِ فِي أَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ هُوَ الَّذِي أَقَامَ الْحَجَّ ذَلِكَ الْعَامَ بِأَمْرِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَكَيْفَ يُقَالُ : إِنَّهُ أَمَرَهُ بِرَدِّهِ ؟ !
وَلَكِنْ أَرْدَفَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ [4] لِيَنْبِذَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ عَهْدَهُمْ ; لِأَنَّ عَادَتَهُمْ كَانَتْ جَارِيَةً أَنْ لَا يَعْقِدَ الْعُقُودَ
[5] وَلَا يَحُلَّهَا إِلَّا الْمُطَاعُ ، أَوْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ ، فَلَمْ يَكُونُوا يَقْبَلُونَ ذَلِكَ مِنْ كُلِّ أَحَدٍ .
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ م : وَفِي الصَّحِيحِ
[6] عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : بَعَثَنِي
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ : " أَنْ
[7] :
nindex.php?page=hadith&LINKID=650356لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ "
[8] ، وَفِي رِوَايَةٍ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=688481ثُمَّ أَرْدَفَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [ ص: 297 ] وَسَلَّمَ - nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُؤَذِّنَ بِبَرَاءَةَ ، فَأَذَّنَ عَلِيٌّ مَعَنَا [9] فِي أَهْلِ مِنًى يَوْمَ النَّحْرِ بِبَرَاءَةَ ، وَبِأَنْ [10] لَا يَحُجَّ ( * بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ . قَالَ : فَنَبَذَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ إِلَى النَّاسِ فِي ذَلِكَ الْعَامِ ، فَلَمْ يَحُجَّ * )
[11] عَامَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ - الَّتِي حَجَّ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مُشْرِكٌ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13064أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ حَزْمٍ [12] : " وَمَا حَصَلَ فِي حَجَّةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقِ كَانَ مِنْ أَعْظَمِ فَضَائِلِهِ ; لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي خَطَبَ بِالنَّاسِ فِي ذَلِكَ الْمَوْسِمِ وَالْجَمْعِ الْعَظِيمِ ، وَالنَّاسُ مُنْصِتُونَ لِخُطْبَتِهِ ، يُصَلُّونَ خَلْفَهُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٌّ مِنْ جُمْلَتِهِمْ . وَفِي السُّورَةِ فَضْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ وَذِكْرُ الْغَارِ ، فَقَرَأَهَا
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ ، فَهَذَا مُبَالَغَةٌ فِي فَضْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ ، وَحُجَّةٌ قَاطِعَةٌ " .
وَتَأْمِيرُهُ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ عَلَى
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ هَذَا كَانَ بَعْدَ قَوْلِهِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=682253أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ؟ "
[13] ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا الرَّافِضِيَّ وَنَحْوَهُ مِنْ شُيُوخِ
الرَّافِضَةِ مِنْ أَجْهَلِ النَّاسِ بِأَحْوَالِ الرَّسُولِ وَسِيرَتِهِ وَأُمُورِهِ وَوَقَائِعِهِ ، يَجْهَلُونَ مِنْ ذَلِكَ مَا هُوَ مُتَوَاتِرٌ مَعْلُومٌ لِمَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ بِالسِّيرَةِ ، وَيَجِيئُونَ إِلَى مَا وَقَعَ فَيَقْبَلُونَهُ ، وَيُزِيدُونَ فِيهِ وَيُنْقِصُونَ .
وَهَذَا الْقَدْرُ ، وَإِنْ كَانَ
الرَّافِضِيُّ لَمْ يَفْعَلْهُ ، فَهُوَ فِعْلُ شُيُوخِهِ وَسَلَفِهِ
[ ص: 298 ] الَّذِينَ قَلَّدَهُمْ ، وَلَمْ يُحَقِّقْ مَا قَالُوهُ ، وَيُرَاجِعْ
[14] مَا هُوَ الْمَعْلُومُ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ الْمُتَوَاتِرِ عِنْدَهُمْ ، الْمَعْلُومُ لِعَامَّتِهِمْ وَخَاصَّتِهِمْ .
الثَّانِي : قَوْلُهُ : " الْإِمَامَةُ الْعَامَّةُ مُتَضَمِّنَةٌ لِأَدَاءِ جَمِيعِ الْأَحْكَامِ إِلَى الْأُمَّةِ " .
قَوْلٌ بَاطِلٌ ; فَالْأَحْكَامُ كُلُّهَا قَدْ تَلَقَّتْهَا الْأُمَّةُ عَنْ نَبِيِّهَا ، لَا تَحْتَاجُ فِيهَا إِلَى الْإِمَامِ ، إِلَّا كَمَا تَحْتَاجُ إِلَى نَظَائِرِهِ مِنَ الْعُلَمَاءِ ، وَكَانَتْ عَامَّةُ الشَّرِيعَةِ الَّتِي يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهَا عِنْدَ الصَّحَابَةِ مَعْلُومَةً ، وَلَمْ يَتَنَازَعُوا زَمَنَ الصِّدِّيقِ فِي شَيْءٍ مِنْهَا ، إِلَّا وَاتَّفَقُوا بَعْدَ النِّزَاعِ بِالْعِلْمِ الَّذِي
[15] كَانَ يُظْهِرُهُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=1الصِّدِّيقُ يَعْلَمُ عَامَّةَ الشَّرِيعَةِ ، وَإِذَا خَفِيَ عَنْهُ
[16] الشَّيْءُ الْيَسِيرُ سَأَلَ عَنْهُ الصَّحَابَةَ مِمَّنْ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمُ ذَلِكَ
[17] ، كَمَا
nindex.php?page=hadith&LINKID=708161سَأَلَهُمْ عَنْ مِيرَاثِ الْجَدَّةِ [18] ، فَأَخْبَرَهُ مَنْ أَخْبَرَهُ مِنْهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَعْطَاهَا [19] السُّدُسَ [20] .
[ ص: 299 ] وَلَمْ يُعْرَفْ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ فُتْيَا وَلَا حُكْمٌ خَالَفَ نَصًّا ، وَقَدْ عُرِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=2لِعُمَرَ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانَ nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيٍّ مِنْ ذَلِكَ أَشْيَاءُ
[21] ، وَالَّذِي عُرِفَ
nindex.php?page=showalam&ids=8لِعَلِيٍّ أَكْثَرُ مِمَّا عُرِفَ لَهُمَا
[22] .
مِثْلَ قَوْلِهِ فِي [ الْحَامِلِ ]
[23] الْمُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا إِنَّهَا تَعْتَدُّ أَبْعَدَ الْأَجَلَيْنِ . وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=hadith&LINKID=708287أَنَّهُ قَالَ لِسُبَيْعَةَ الْأَسْلَمِيَّةِ لَمَّا وَضَعَتْ بَعْدَ وَفَاةِ زَوْجِهَا بِثَلَاثِ لَيَالٍ : " حَلَلْتِ فَانْكِحِي مَنْ شِئْتِ " ، وَلَمَّا قَالَتْ لَهُ : إِنَّ أَبَا السَّنَابِلِ قَالَ : مَا أَنْتِ بِنَاكِحَةٍ حَتَّى يَمْضِيَ عَلَيْكِ آخِرُ الْأَجَلَيْنِ . قَالَ : " كَذَبَ أَبُو السَّنَابِلِ "
[24] .
وَقَدْ جَمَعَ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ فِي كِتَابِ " خِلَافُ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ وَعَبْدِ اللَّهِ " مِنْ أَقْوَالِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ الَّتِي تَرَكَهَا النَّاسُ لِمُخَالَفَتِهَا النَّصَّ أَوْ مَعْنَى النَّصِّ جُزْءًا كَبِيرًا .
وَجَمَعَ بَعْدَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=17032مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ; فَإِنَّهُ كَانَ إِذَا نَاظَرَهُ الْكُوفِيُّونَ يَحْتَجُّ بِالنُّصُوصِ ، فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَخَذْنَا بِقَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ ، فَجَمَعَ لَهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً
[25] مِنْ قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيٍّ nindex.php?page=showalam&ids=10وَابْنِ مَسْعُودٍ تَرَكُوهُ ، أَوْ تَرَكَهُ النَّاسُ ، يَقُولُ : إِذَا جَازَ لَكُمْ خِلَافُهُمَا
[26] فِي تِلْكَ الْمَسَائِلِ لِقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَى خِلَافِهِمَا
[27] ، فَكَذَلِكَ فِي سَائِرِ الْمَسَائِلِ . وَلَمْ يُعْرَفْ
nindex.php?page=showalam&ids=1لِأَبِي بَكْرٍ مِثْلُ هَذَا .
[ ص: 300 ] الثَّالِثُ : أَنَّ الْقُرْآنَ بَلَّغَهُ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كُلُّ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَمْتَنِعُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ لِتَبْلِيغِهِ .
الرَّابِعُ : أَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يُظَنَّ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28833تَبْلِيغَ الْقُرْآنِ يَخْتَصُّ nindex.php?page=showalam&ids=8بِعَلِيٍّ ; فَإِنَّ الْقُرْآنَ لَا يَثْبُتُ بِخَبَرِ الْآحَادِ ، بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَنْقُولًا بِالتَّوَاتُرِ .
الْخَامِسُ : أَنَّ الْمَوْسِمَ ذَلِكَ الْعَامَ كَانَ يَحُجُّ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ ، وَكَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبَا بَكْرٍ أَنْ يُنَادِيَ فِي الْمَوْسِمِ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=650356أَنْ لَا يَحُجَّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ ، وَلَا يَطُوفَ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ " كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ
[28] . فَأَيُّ حَاجَةٍ كَانَتْ بِالْمُشْرِكِينَ إِلَى أَنْ يُبَلَّغُوا الْقُرْآنَ
[29] .